إن تقليد بطريركية الإسكندرية الأرثوذكسية يختلف مع تقليد البطريركيات الأرثوذكسية الأخرى التي تتبع التقليد البطريركي. حيث يلبس المطارنة والأساقفة في البطريركيات الأخرى التاج بحضور البطريرك في القداس الإلهي، كما يلبسون الأنكلبيون (أيقونة العذراء) في المجمع المقدس.
أما بطريركية الإسكندرية الأرثوذكسية فتقليدها رهباني. لأن بطريرك الكرسي الإسكندري منذ منتصف القرن الثالث الميلادي كان يحمل إلى جانب لقبه الأسقفي ألقابًا أخرى، مثل: «الراعي» و«السيد» و«بابا» (Παππας أو Παπας باليونانية، وبصيغة المنادى Παππα باليونانية، “بابا” بالعربية)، أي «أبو النساك»؛ لأنه في ذلك العصر بدأت تشتد حركة التيار النسكي إلى حد كبير في مصر. واستمر هذا التقليد الرهباني في بطريركية الإسكندرية الأرثوذكسية إلى يومنا هذا.
لهذا لا يلبس مطارنة وأساقفة الكرسي الإسكندري التاج بحضور البابا البطريرك في القداس الإلهي، الذي وحده يلبس التاج. كما لا يلبسون الأنكلبيون (أيقونة العذراء) في المجمع المقدس، والذي يلبسه وحده البابا البطريرك (كما يظهر في الصور). ذلك كما في البطريركيات الأرثوذكسية الأخرى، حيث لا يحمل أي بطريرك لهذه البطريركيات الأرثوذكسية الأخرى لقب “بابا”، بل يحمل فقط لقب “بطريرك”.
في مطلع القرن الرابع الميلادي تمتع بابا الإسكندرية بعدة ألقاب أخرى مثل «أبونا المُطّوَّب»، “البابا المُطّوَّب»، «أبو الأباء وراعي الرعاة»، «رئيس رؤساء الكهنة»، و«ثالث عشر الرسل القديسين»، و«بابا الإسكندرية وكل أرض مصر». وفي القرن الحادي عشر الميلادي أُعطي لقب «قاضي المسكونة». ثم في عام 1926م أضيف إلى ألقاب بابا وبطريرك الإسكندرية لقب «وسائر أفريقيا».
هذه الألقاب جميعها لبابا وبطريرك الإسكندرية وسائر أفريقيا للروم الأرثوذكس محفوظة حتى اليوم في الـ«Φημη» (فيمي)، بمعنى «لقب»، الخاص به:
«(فلان) الأبُ الأقدس الطوباوي والجزيل الاحترام بابا وبطريرك مدينة الإسكندرية العظمى. والليبية والخمس مُدّن. وبلاد الحبشة وكل أرض مصر وسائر أفريقيا. أبو اللآباء وراعي الرعاة ورئيس الرؤساء. ثالث عشر الرسل القديسيين الأطهار. وقاضي المسكونة. أبونا وسيدنا لتكن سنوهُ عديدة».