احتفلت البطريركية الأورشليمية والكنيسة الاورثوذكسية في الاراضي المقدسة يوم الجمعة الموافق ١٤ كانون ثاني٢٠٢٠ بعيد القديس ثيوذوسيوس في الدير المكرّس له والمسمى على اسمه.
يعرف باللغة العربية أيضاً بدير دوسي وابن عبيد, أسسه القديس ثيودوسيوس الذي يرجع أصله الى كاباكوديا عام ٤٦٥ م الذي أصبح مع القديس سابا المتقدس أحد أعمدة الحياة الرهبانية في الأرض المقدسة وأحد أهم المدافعين عن عقديدة الطبيعتين في المسيح خلال مجمع خلقذونة سنة ٤٥١م. ويقع الدير بحسب التقليد في الموضع حيث استراح المجوس في طريق عودتهم بعد زيارتهم للمسيح الطفل في بيت لحم على بعد حوالي عشر كيلومترات شرقي بيت ساحور والتي تعرف ببلدة الرعاة, وتظهر المغارة التي استراح فيها المجوس كأحد أهم أقسام الدير حتى اليوم.
بلغ الدير أوجه بين القرنين الخامس والسابع الميلادي حيث احتوى على أربع كنائس وكان عدد الرهبان الذين يعيشون داخل الدير ٧٠٠ بينما الذين يعيشون في المناسك حول الدير حوالي ٢٥٠٠ راهب وراهبة، يتسمون بالمحبة والطاعة والنسك والجهاد الروحي.
وبالإضافة إلى الكنيسة التي يقام فيها القداس الإلهي، كان هناك أيضاً مدرسة للاهوت ومشاغل وإسطبلات للحيوانات ومرافق أخرى. لكن تلك المرافق والأنشطة لم تدم طويلاً بسبب الهجمات الفارسية عام ٦١٤ م وذبح ٥٠٠٠ راهب. لكن الدير عاد للازدهار بين القرنين الحادي والثاني عشر، وفي العهد الصليبي بالقرن الخامس عشر تُرك الدير وأصبح ملاذاً للبدو من قبيلة ابن عبيد، ومن هنا جاءت التسمية.
في عام ١٨٨١ م، قام مدير مدرسة الصليب الكريم اللاهوتية – المصلبة – بشراء أطلال الدير من البدو، وعام ١٨٩٦ م قام بطريرك القدس آنذاك بوضع حجر الأساس للدير الجديد، وتم تدشين البناء الحالي عام ١٩٥٢ م.
سيادة رئيس أساقفة مادبا كيريوس أريسطوفولوس ترأس خدمة صلاة الغروب والقداس الالهي في هذا الدير التاريخي يشاركه قدس الأرشمندريت إغناطيوس الرئيس الروحي في بيت ساحور, قدس الأرشمندريت حنانيا الرئيس الروحي لدير القديس جوارجيوس في بيت جالا, قدس الأب جوارجيوس بنورة راعي الكنيسة في بيت ساحور, وقدس الأرشمندريت ميثوذيوس. وحضر الخدمة الرئيس الروحي لدير القديس سابا الأرشمندريت إفذوكيموس وعدد كبير من المصلين من بيت ساحور وحجاج من اليونان ورومانيا.
بعد خدمة القداس الالهي أستضاف الرئيس الروحي للدير ومُرممه الشيخ الجليل الأرشمندريت إيروثيوس أخويّ القبر المقدس سيادة المطران والآباء والمصلين على مادبة عذاء في أحد الفنادق في بلدة بيت ساحور.
مكتب السكرتارية العامة