البطريرك يوحنا العاشر يتفقد جامعة البلمند – كلية عصام فارس للتكنولوجيا في بينو ويلتقي بالشبيبة في ساحة كنيسة السيدة- التليل.
ويؤكد “نعتز بشبان وشابات عكار فابقوا على إيمانكم وكونوا أسيادًا لا عبيدًا.
١٠أيار ٢٠١٩
ليا عادل معماري، عكار
في إطار زيارته الرعائية إلى القسم اللبناني من أبرشية عكار الأرثوذكسية، تفقد البطريرك يوحنا العاشر جامعة البلمند – كلية عصام فارس للتكنولوجيا في بينو، برفقة راعي الأبرشية المتروبوليت باسيليوس (منصور) والوفد المرافق.
وقد كان في استقباله النائب وليد البعريني، النائب السابق نضال طعمة، النائب الأسقفي الماروني في عكار المونسينيور الياس جرجس، الشيخ محمد عبد الرحمن العلي ممثلًا القائم برئاسة المجلس العلوي محمد خضر عصفور، رئيس اتحاد بلديات الجومة فادي بربر، رئيس جامعة البلمند الدكتور الياس الوراق، العميد المشارك للكلية الدكتور الياس خليل، وعمداء واساتذة الجامعة، عميد معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي – البلمند الأب بورفيريوس جرجي، وفعاليات سياسية وبلدية واختيارية.
أقيم احتفال في قاعة الكلية استهل بالنشيدين الوطني الجامعة. ثم كلمة ترحيب ألقاها جورج رزق رحّب فيها بغبطته.
بعد ذلك ألقى رئيس الجامعة الدكتور الياس الوراق كلمة قال فيها:
” تبقى عكار عنوان الشرف والتضحية والوفاء، وهو عنوان جيشنا الأبي الذي طالما التصق اسمه باسم شباب عكار ورجالها، ومن عطاء الشباب لجيش معطاء، لا يسعني إلا أن أذكر سخاء رجل، من قلب عكار وروحها، شامخ الهامة كجبال عكار، أخضر اليد كسهل عكار، وحالم البصيرة كشواطئ عكار.
وأضاف، هذا الرجل الذي أهدى عكار مركزا للفكر والعلم، ليجعل المعرفة في متناول شباب هذه المنطقة، فينير دربهم ويضيء مستقبلهم ويفتح لهم آفاقا جديدة. هذا هو دولة الرئيس عصام فارس، العصامي في نشأته، والفارس في كفاحه.
وأكد: كليّة عصام فارس وجدت لتبقى، حفاظا على اسم بانيها وإيمانًا منا بحاجة أهل عكار لعلمها وثقافتها.
وتوجه د. الياس الوراق إلى الطلاب والأساتذة واعدًا “أن تبقى هذه الكلية معطاءة، متألقة، مهما ساءت الظروف واشتدت المصاعب. فنحن بصدد إعداد مشروع متكامل لهذه الكلية يجعل منها مركزًا مميّزًا في عدد من الاختصاصات.”
وختم قائلا:
“أعدكم أن أحفظ عهدي لكم، وأن أبقى معكم وأمامكم في مسيرة لا نقبل لها إلا النجاح والتميز لنكون أوفياء لعكار وأهلها”.
بعد ذلك، رد غبطته بكلمة جوابية شاكرًا وقائلًا:
“لقد شعرت بتعزية وبركة كبيرتين لحظة دخولي حرم الجامعة، وبالفعل فإن طيبة هذا الشعب المتمسك بأرضه وايمانه يعزينا ويعطينا قيمة كبيرة.
وتابع، إن الكنيسة لا تنسى أحدًا، وعكار ليست منسية، وبالتالي فإن عين المتروبوليت باسيليوس منصور، ساهرة على حسن سير أعمال الأبرشية، من أجل خدمة شعبها. وهذا ما لمسناه أيضًا في عهد المثلث الرحمة المطران بولس بندلي، وكذلك في عهد المطران باسيليوس (منصور)، الذي حول الأبرشية إلى منارة روحية مؤسساتيّة.
وأكّد أنه، بالرغم من الظروف الصعبة سنؤدي خدمتنا في طريق المحبة والحق والثقافة، متمنيًا لرئيس الجامعة الدكتور الياس الوراق التوفيق في مسيرته، وموضحًا أن الجامعة، هي جامعة الكل، وهي رسالة بأن تكون إلى جانب أبنائها. وختم، أمامنا مسؤوليات كبيرة ولكن كلنا ثقة بالرئاسة الجديدة ومعاونيه”.
بعد ذلك قدّم رئيس الجامعة إلى البطريرك يوحنا ايقونة، كما قدم عميد الكلية الياس خليل درعًا تقديرية إلى المتروبوليت باسيليوس (منصور)، ودرعًا آخر إلى رئيس الجامعة الدكتور الياس الوراق. وتبادل الجميع الصور التذكارية.
وعلى خط آخر، عقد البطريرك يوحنا العاشر لقاء مع أكثر من ٥٠٠ شاب وشابة في الأبرشية بساحة كنيسة السيدة في بلدة التليل بحضور راعي الابرشية المطران منصور، النائب درغام، والوزير السابق الصراف، النائب السابق نضال طعمة، رئيس دير سيدة البلمند البطريركي الأرشمندريت رومانوس الحناة، وعدد كبير من كهنة الرعايا، وفعاليات.
بعد كلمة تعريف التي ألقاها جورج رزق. تحدث ايلي نعمة من حركة الشبيبة الأرثوذكسية باسم الشبيبة قائلًا:
“لما كانت حركة الشبيبة الأرثوذكسية خيار التزام النهضة في كنيسة المسيح، وجدنا أنفسنا كشباب، وبوعينا لكينونتها، مصانين من ازدواجية الانتماء، ومن التلهي في قشور المأسسة، وخطر انغلاقها على نفسها، فيما الحاجة إلى الثبات في جسد المسيح، من خلال الليتورجيا، والخدمة، بهدي تعليم الآباء وتراث الكنيسة.
تُعلمنا الكنيسة أن يسوع هو الجوهر، ودون الجوهر لا نفع لأية بهرجة، وكم من الأهازيج اليوم تقام باسمه ولا يكون حاضرًا فيها. حتى في الأبعاد الأسرارية لمملكته يغيب، ويستعاض عنه بالمظاهر الاحتفالية، وتنجرف مجتمعاتنا صاغرة أمام وحش الاستهلاك القاتل.
أضاف، إننا نشهد اهتمامًا بالغًا بالقشور، وإهمالًا مخيًفا للجوهر، فماذا نفعل كشباب؟ أنكتفي بالمعاينة؟ أنكتفي بالتنظير والكلام والوعظ؟ أم علينا حمل صليب الشهادة لنقدم النموذج المختلف في كل شيء، أو يكون صليبنا صليب شهادة إن لم نكن غسلة أرجل لأحبة المسيح؟ إن لم نصن أنفسنا في الوظيفة مثلًا عن الفساد وقبول الرشوة ومخالفة القوانين؟ إن لم نعتمد معيار الكفاءة في تولي المسؤوليات، إن لم نرفض ظلم الناس واستعبادهم ومصادرة حقوقهم؟ أو يمكننا حقًا أن نكون مسيحيين إن لم نكن أبناء الحرية؟
وتابع، نحن نعلم أن التحديات كثيرة، ونشهد أن لنا في هذه الأبرشية المحروسة بالله ملاك يسهر بحكمته ورعايته لأجل خير الخراف الناطقة، ولسان قلبنا يطلب احفظ يا رب سيدنا ورئيس كهنتنا باسيليوس، نحن نعلم درب المؤمن ليست مفروشة بالورود، ولكننا ملزمون أن نفرشها بالرجاء، فاحمل يا صاحب الغبطة وجع عكار وشبابها وشيبها بين يديك المتضرعتين”.
وختم قائلًا:
“بطريرك أنطاكية وسائر المشرق صاحب الغبطة يوحنا العاشر الكلي الورع، ببركتكم نستزيد ونتقوى، ومنكم نتعلم كيف نواجه هذا الدهر القاسي، فصلابتكم في مواجهة القتل والخطف والتشريد وخلاف الأخوة وخطر الانقسام وتشويه الإيمان، علمتنا أننا بيسوع قادرون على كل شيء. احملنا في صلواتك يا صاحب الغبطة، ودمت نسر الحق في سماء لتسطع شمسنا دوما إيمانا لا يخيب”.
أمّا غبطته فرد بكلمة جوابية شاكرًا وقائلًا:
“يمكن أن تكون ضيقات وعتبات في هذا العالم كثيرة، وبالرغم من ذلك نردد المسيح قام، فافرحوا ولا تخافوا.
وتابع، أتوجه إليكم أيها الشبان والشابات أن تفرحوا لأنكم قد غلبتم الشرير. أنتم أمل الكنيسة والمجتمع.
وأضاف، نشدد على أن الكنيسة لا تشيخ بل هي شابة فكونوا رجالًا لا تهابوا شيء، وكونوا أسيادًا كما خلقنا السيّد لا عبيدًا تستعبدنا الوسائل التكنولوجية وموضة العالم، بل أن نكون أسيادًا مدركين لكل أمر وحركة في حياتنا. فنحن فخورون بكل القيم والمبادئ التي تزدانون بها. ومن هنا أقول لكم اثبتوا ولا تخافوا وابقوا في ارضكم.
وتابع، نحن في كنيسة عكار نفتخر بها وشبابها. فاغرفوا من العلم والايمان والكتب المقدسة”. وختم: “صلاتي لكم بالدعاء وللمطران منصور. وما لفتني في زيارتي هو التعانق بين الراعي والرعية”.
ثم قدّمت حركة الشبيبة الارثوذكسية درعا تقديرية للبطريرك يوحنا وآخر للمطران منصور. هذا وقد قدّمت جوقة الحميرة نشيد الحركة وسط تصفيق الحضور.
اشارة إلى أن غبطته دخل إلى ساحة اللقاء على وقع قرع الأجراس وإنشاد التراتيل وعزف فرق الكشافة. وفي الختام تبادل غبطته مع الشبان والشابات الصور التذكارية.
#يوحنا_العاشر
#عكار_٢٠١٩