البطريرك يوحنا العاشر يزور رعايا كفرحرة، شربيلا، الدبابية، التليل، وهيتلا في القسم اللبناني من أبرشية عكار الأرثوذكسيّة. ويؤكد”الشعب العكاري خميرته المحبة وغلاله الخير وعنوانه الوطنية”.
ورعية التليل الأرثوذكسيّة أطلقت اسم غبطته على ساحات كنيسة رقاد السيّدة.
١٠ أيار ٢٠١٩
ليا عادل معماري، عكار
واصل البطريرك يوحنا العاشر زيارته الرعائية إلى القسم اللبناني من أبرشية عكار الأرثوذكسية. وتفقد برفقة راعي الأبرشية المطران باسيليوس (منصور (والوفد الكنسي المرافق كنيسة رقاد السيدة في بلدة كفرحرة. حيث أعد الأهالي لغبطته استقبالًا شعبيًا.
في طليعة المستقبلين كاهن الرعية الأب ضومط الياس، المختار فادي البازي وفعاليات البلدة والجوار. بعد الاستقبال، أقام غبطته صلاة الشكر.
أعقبتها كلمة ألقاها الأب ضومط الياس قال فيها:
“أخدم في هذه الرعية يا صاحب الغبطة منذ ٢٤ عامًا، كفرحرة بلدة جميلة بشعبها، وأبنائها هم أبطال، يعملون في الأرض رمزًا للثبات والديار. وتحدّث عن الإنجازات التي حققتها الكنيسة في ثلاثين بيتًا بالرعية. وختم، إن فرحنا هو فرح عظيم بقدوكم يا صاحب الغبطة، وأفرح الله قلبكم عندما يُفرَج عن المطرانين المخطوفين بولس ويوحنا”.
تلاها كلمة حركة الشبيبة الأرثوذكسية ألقتها لارا البازي رحّبت بها بغبطته، متمنيةً له ولصاحب السيادة المطران منصور العمر المديد.
ورد غبطته قائلًا:
” كفرحرة هي بلدة كبيرة بإيمانكم ونحن معكم لنؤكّد أنكم في قلب كنيستكم الأنطاكية. وأريد ان أقول لكم أننا نعتز بكم، وعليكم أن تبقوا متمسكين بإيمانكم، والرب يحمي أولادكم، وابقوا على هذا الطريق الإيماني.”
وتم تقديم باقات من الورد لغبطته وهدايا تذكارية. وبدوره قدّم غبطته للكنيسة إنجيلًا مقدّسًا. والتمس الجميع بركته الأبوية.
ومن كفرحرة، انتقل البطريرك يوحنا والمطران باسيليوس (منصور) والوفد المرافق إلى كنيسة السيدة في بلدة شربيلا بحضور الوزير السابق يعقوب الصراف، النائب اسعد درغام، النائب السابق نضال طعمة، رئيس جامعة البلمند الدكتور الياس الوراق، وحشد من أبناء البلدة والجوار تقدمهم كاهن الرعية الأب اسبيريدون طنوس، رئيس اتحاد بلديات دريب الغربي خليل اسعد، رئيس بلدية شربيلا ابراهيم عوض.
واقام اليازجي صلاة شكر بمشاركة المطران منصور وعدد من كهنة الرعايا. وبعد الصلاة ألقى الاب اسبيريدون طنوس
كلمة ترحيب بالبطريرك يازجي وقال: “منذ بدايتكم عرفناكم معلّمًا ومترجمًا حقيقيا للآباء القدّيسين. زيارتكم حملت إلينا النعمة مضاعفة عبر صلواتكم، ونحن يا صاحب الغبطة متشبثين بأرضنا لان نورنا هو من نور السيّد، مشيدًا بالمطران منصور وعطائه الكبير.
رئيس البلدية ابراهيم عوض قال في كلمته، لقد حلّت علينا البركة بقدومكم يا صاحب الغبطة، ونشكر صاحب السيادة المطران منصور الذي يحثنا دائمًا على الثبات والصمود في ديارنا.
ووجودكم يعطينا المحبة والأمل، ولا يسعنا سوى أن نصلي من أجل عودة المطرانين وسط الصمت المطبق بحقهما.
وقدّمت رعية شربيلا هدايا تذكارية لغبطته.
أمّا البطريرك يوحنا فقال:
“عندما نكون في مثل هذا المكان أي شربيلا مع الوجوه الطيبة، لا توجد كلمات عما يختلج في قلبنا.
وللحقيقة عندما يكون الإنسان في مثل هذه المنطقة، يتبادر إلى ذهنه تلك المحبة التي تُترجم بمحبّة أبنائها لأرضهم وإيمانها الراسخ.
ورغم كل الصعوبات، نحن باقون ومتجذرون وآبائنا وأجدادنا عانوا الكثير، ولكن حافظوا على أرضهم وزيتونهم.
وأتذكّر شربيلا عندما كنت آتي إلى رماح وأصلي هناك، ذاك المشهد لا انساه أبدًا. وما من شك، نعتز ونفخر بأن الدكتور الياس الوراق هو ابن شربيلا ورئيس جامعة البلمند، ندعو لكم ولهذه البلدة بمزيد من الازدهار والعطاء. ولن أنسى محبتكم وترحيبكم لشخصي اللذان ينبعان من أصالتكم وسلامكم الداخلي.
ونحن فخورين بأبرشيتنا بعكار وبراعيها وندعو له بالصحة والعافية.
وختم، إن المحبّة هي الأساس بحياتنا المسيحية، وعلينا أن نحب بعضنا البعض كما أحبّنا السيد الذي تحمّل كل الصعاب واقتبل الموت ودحره من أجلنا. كل ذلك لأنّه احبّنا وعلينا أن نتعلم من محبته.
وأصلي لكم من أعماق قلبي، وابقوا ثابتين ورسالتنا هي البقاء. وقدم للكنيسة إنجيلًا مقدّسًا.
والتمس الجميع بركته الأبويّة. ومن بلدة شربيلا، زار البطريرك يوحنا كنيسة النبي إيليا الغيور في بلدة الدبابية الحدودية، بحضور الوزير السابق يعقوب الصراف، النائب السابق نضال طعمة، كاهن الرعية الأب فؤاد جلاد، نائب رئيس بلدية الدبابية أليسار عبد الله، فاعليات البلدة والجوار وعدد من كهنة الرعايا.
وأعد له الأهالي استقبالًا حاشدًا أشبه بعرس أنطاكي. بعد ذلك، أقام غبطته صلاة الشكر على نية أبنائها. أعقبتها كلمة تعريف وترحيب ألقتها ماري حيدر. ومن ثم، ألقى الأب فؤاد جلاد كلمة قال فيها:
“صاحب الغبطة تأتون إلى هذه الرعية المباركة المحروسة في الله، عملتها المحبة وغلالها الخير وهي المحاطة بقرى وبلدات يجمعنا معها كل الخير والإلفة، والمطران منصور له في قلبه تجاه أهلها عاطفة كبيرة. وأننا على ثقة بأن كل شيء بعد هذه الزيارة لن يكون كما قبلها بل ستزيدنا قوة وثباتا”.
بعدها، عبّرت الدكتورة أوليا اسحق عن سرورها قائلةً:
“حق لنا أن نفرح ونعتز باستقبالكم لأوّل مرّة متفقدين أبناء الرعية، وهذا شرف عظيم أن نراكم بيننا ومعنا، فزيارتكم هي حدث تاريخي مضيء تحمل بشائر الخير.
ونوّهت بعطاءات منصور وجهوده المبذولة في الرعية، كما بجهود الأب فؤاد جلاد من اجل أبناء الرعية والبلدة.
ولفتت، إلى أن ما يجمعنا هو عمق الايمان وشدة الانتماء إلى هذه الارض، ونحن حريصون على تعزيز قيم التضامن والإخاء”.
ورحب الأستاذ فهمي كوجا بغبطته واصفًا إيّاه بالأخ والصديق والحبيب لكل أبناء عكار. وقال: “سعادتنا كبيرة بحلولكم في هذه الديار لأنه عندما تشرق الشمس يزول الظلام، وعندما يظهر الايمان يختفي التعصب. وأضاف، إلى هذه البلاد الكريمة باركنا صاحب الغبطة وكم نحن بحاجة إلى مباركته. وصدقًا نبشّرك بأننا في هذه البلدة المتعددة المشارب والمناهل، شعارنا أن الانسان هو أخ الانسان شاء من شاء وأبى من أبى، وانسانية الانسان يجب ان تبقى راسخة في الصدور. والمستقبل سيستمد نوره من الماضي والحاضر لنشهد سويًّا على طريق الأخوة الإيمانية”
أعقبتها قصيدة تلاها الشاعر كرم سلوم، رحب فيها بالبطريرك يوحنا العاشر.
وبدوره، رد غبطته قائلًا:
“هذه الزيارة لأبرشيتنا بعكار قد حفرت بقلوبنا، ولا أجد كلمات تعبّر عن شعوري وتأثري ومحبتي لكم جميعًا. وإن الذي يرى الشعب الطيب والوجوه الطيبة، يعبر ليس فقط عن ثقافة ومعرفة إنّما عن الأصالة والمحبّة، والذي يحاول أو يريد ان يبعد الأخ عن زخيه في عكار فهو مخطئ.
وأضاف، إن عكار عظيمة وليست منسية، وأنتم تعلمون كم يسهر المطران منصور على رعاية الأبرشية بمختلف الصعد ليكرّس مدرسة الإيمان والعطاء”.
وتابع، إن كل ذكرياتي مذ أن كنت طفلًا أحفظها غيبًا، بحيث كنت أتنقّل في هذه البلدات وأعرفها بكل أحيائها. فنحن شعب واحد يا أحبة ومتمسكون بأرضنا وإيماننا. والمطران منصور هو الصخرة الثابتة والمتجذّرة من أجل خدمة الأبرشيّة”.
مقدمًا للكنيسة إنجيلًا مقدّسًا. ومن بلدة الدبابية، توجه موكب البطريرك يوحنا إلى بلدة التليل، فزار كنيسة رقاد السيدة بحضور الوزير السابق يعقوب الصراف، النائب أسعد درغام، النائب السابق نضال طعمة، رئيس اتحاد بلديّات الدريب الغربي خليل حنا، رئيس بلدية التليل شربل عبود، وفعاليات البلدة وأهلها.
وإحتشدوا جميعًا عند مدخل البلدة، يتقدمهم كاهن الرعية الأب نكتاريوس مخول وكهنة الرعايا، وساروا في مسيرة صلاة وصولًا إلى كنيسة رقاد السيدة التي ازدانت بأقوال غبطته واللافتات المرحبّة والمهللة للآتي باسم الرب.
بعد الاستقبال، أقام غبطته صلاة الشكر على نية أبنائها. بعدها ألقى الأب نكتاريوس مخول كلمة قال فيها:
“ماذا يكتب كاهن في قرية متواضعة عن بطريرك عظيم بمواقفه وثوابته وتواضعه ومحبته للجميع، بحيث لم يتبادر إلى ذهني الّا تلك العروسة النقيّة التي تضم أولادها تحت جناحيها، فانتابني شعور بالاعتزاز بكم يا صاحب الغبطة، يا حامل دماء الشهداء على كتفيك، يا جامعًا ومعزّزًا لوحدتنا، ومن هنا نعلن عهدًا أبديًا قاطعًا يتجلّى في مسيرتنا. ونؤكّد عهدنا ان وحدتنا الأنطاكية ستبقى أساس كينونتنا”.
وأشاد أيضًا براعي الأبرشيّة المطران منصور الذي جعل الأبرشية قلب أنطاكية، وستبقى أبرشية عكار أنطاكيّة جامعة مقدّسة رسوليّة.
وختم، باسم الرعية وأخويّة حاملات الطيب وحركة الشبيبة الأرثوذكسيّة نرحب بكم يا صاحب الغبطة”.
ثم ألقى رئيس البلدية شربل عبود كلمة قال فيها:
“اذهبوا وتلمذوا كلّ الامم، بهذه الكلمات بدأت المسيحية وانطلقت. وقلوبنا تنطق اليوم قبل أفواهنا بعبارات الفرح بقدومكم. نحن نتوجّه إليكم يا من دعاك الله فلبيت الدعاء. وإن شعاركم البطريركي في خدمة الكنيسة سيتحقّق بالرسالة المطلوبة منا.
نعم، لقد قرأت عنكم القليل ونظرت إليكم فرأيت بوجهكم خير من يمثّل الكنيسة الأنطاكية الأرثوذكسية. وفي يديكم نستودع كنيستنا فأنتم الخادم الأمين. وختم، لا بد من كلمة شكر للمطران باسيليوس (منصور) لإنجاز هذه الزيارة، فباسم أهالي التليل وكنائس البلدة نقول لكم أهلًا وسهلًا أبًا روحيًّا كبيرًا”.
ومن ثم رد غبطته شاكرا وقائلا:
“ما أجمل أن نجتمع مع بعضنا البعض في هذه القرية الٱمنة، وقلوبكم تحمل المحبة، ومن يدعي انه يحب الله ولا يحب اخاه فهو مخطئ.
وأضاف، لقد شعرت يا أحبّة ومنذ دخولي أن المحبة قائمة بين أبناء هذه البلدة الذين يعيشون المحبة الحقيقية.
وأشار غبطته إلى أن الكنيسة هي شعب الله الحي والطيب، ونحن نرى أمامنا كنيسة حية تحيا بموجب الوصايا الإلهيّة التي اعطانا إيّاها الرّب”.
وأضاف، نحن نسمع عن التليل منذ القدم ونعرف إخلاصكم ومحبتكم يا أحبة، نطلب من الرب أن يمدّكم بالصحة والعطاء الدائم من أجل الإنسان. وجولتنا في عكار هي جولة مباركة بوجودكم ومحبتكم”، مقدمًا للكنيسة إنجيلًا مقدّسًا.
كما قدّم له أكبر معمّرين البلدة عبود حنا وديب ديب أيقونة، وأخرى من فرقة حاملات الطيب. كما قدّم رئيس البلدية هدية لغبطته.
ووقع البطريرك يوحنا على السجل الذهبيّ عبارات تؤرّخ لزيارته الرعائيّة التاريخيّة.
بعد ذلك، توجّه الجميع إلى ساحات كنيسة السيّدة وأزاح غبطته الستارة عن اللوحة التذكاريّة التي تسطّر اسم غبطته على ساحات الكنيسة. وقام بغرس أرزة في حديقتها تحمل اسم البطريرك يوحنا كي تبقى كنيسة أنطاكية شامخة كالأرز الذي لا تهزه الرياح.
ومن بلدة التليل، توجّه غبطته إلى كنيسة القدّيس جاورجيوس في هيتلا برفقة راعي الأبرشية المطران باسيليوس (منصور) والوفد الكنسي المرافق لغبطته. وأعد له الأهالي استقبالًا شعبيًا حاشدًا أمام باحة الكنيسة.
وكان في استقباله كاهن الرعية جان طنوس، النائب أسعد درغام، الوزير السابق يعقوب الصراف، رئيس البلدية وليم درغام، وفعاليّات البلدة.
بعد صلاة الشكر، ألقى الأب جان طنوس كلمة رحّب فيها بغبطته وبالوفد المرافق قائلًا:
“يا أحبّة كثيرون يعتقدون أن المسيح يتواجد في القصور، ولكنكم يا صاحب الغبطة علّمتنا كيف نكون متواضعين، وهذا هو الغنى الحقيقي.
ونحن يا صاحب السيادة المطران منصور نثمّن تعبكم الذي سيؤتي بثمار وانجازات روحيّة، فكنتم الخادم الأمين على أبرشيتكم.
وتابع، في هذا البحر الهائج علينا أن نتحلّى بالقوّة. وأنتم تعطونا إياها في لحظات الضعف، لأنكم سندًا للمحتاجين والمظلومين”.
ورد غبطته بكلمة جوابيّة شاكرًا وقائلًا:
“فرحتنا مضاعفة، لأننا معكم، ونرى الزرع في قلوبكم الذي يعطي الثمار المضاعفة. وأشار إلى أن الأسقف في الكنيسة توجب عليه مسؤوليات كبيرة وعطاء لامتناهي، وهذا العطاء تجلّى بشخص صاحب السيادة المطران باسيليوس (منصور). ومن هنا يجب علينا أن نتجاوز الصعوبات بمزيد من الثبات.”، مقدمًا للكنيسة إنجيلًا مقدّسًا.
وفي الختام، انتقل الجميع إلى قاعة الكنيسة، وجرى تبادل للهدايا التذكارية، والتمس الشعب المؤمن بركته الأبوية.