04 Μαρτίου, 2020

الكنيسَةُ والمُؤمِنُونَ والأَوبِئة

Διαδώστε:

لَطالَمَا تَعرَّضَ المُؤمِنُونَ للأمرَاضِ والأَوبِئَةِ عَبرَ العُصور. فَكَيفَ كانت تَتَصرَّفُ الكَنيسَةُ حِيالَ ذَلِك؟

تُفَعِّلُ الكَنيسَةُ الشركة مع الله في حَياةِ مؤمِنيها ِأمامَ أيِّ خَطَرٍ يُداهِمُ الشَّعبَ، سواءٌ كان حُروبًا أو أمراضًا أو كَوارِثَ ومَا شَابَه، وذلكَ بإقامةِ الصَّلوات والسهرانيّات والزِياحاتٍ بِالصَّليبِ الكريم المحيي والأَيقُونَاتِ المُقَدَّسةِ وذَخائِرِ القِدِّيسين، بِالإضَافَةِ إلى دَهنِ المُؤمِنِينَ بِالزَّيتِ المُقَدَّسِ، ونَضحِ المَنازِلِ والأمَاكِنِ بِالمِياهِ المُقَدَّسةِ والشُّربِ مِنهَا، وتَتويجُ ذَلكَ كُلِّه يَكونُ بِتَناوُلِ جَسَدِ الرَّبِّ ودَمِهِ الكَريمَين.

كما يُمكِنَ أن تُقامَ صَلاةُ البَراكلِيسي لِوَالِدَةِ الإلهِ فِي أَيِّ وَقتٍ وعِندَ الحَاجَة، بِالإضَافَةِ إلى مَدائِحِ وصَلواتٍ أُخرى وتِلاوةِ أفَاشِين.

في المُقابِلِ تُؤكِّدُ الكَنيسَةُ أنَّها تَحتَرِمُ العِلمَ المُفيدَ للإنسانِ، وقد عرفت طَغمَةً كَبيرَةً مِنَ القِدِّيسينَ الأَطبَّاءِ كإليان الحِمصِيّ، وبَندلايِمُونَ الشَّافي، وعَادِمِي الفِضَّةِ كيروس ويُوحنَا وكُوزمَا ودَميانُوس، ولُوقَا الطّبيبِ المُعتَرِف وغيرهم. وما زالَ كَثيرُونَ مِن خُدَّامِ الكَنيسَةِ والمُؤمِنينَ المُجاهِدِينَ مِن أَطِبَّاءَ ومُعلِّمينَ وبَاحِثينَ ورِجالِ عِلمٍ، يَسلُكُونَ الدَّربَ نفسَه.

طبعًا لا بُدَّ لنا في حالاتِ انتِشارِ الأوبِئَةِ مِنَ المُحافَظَةِ عَلى النَّظافَةِ، واتِّخاذِ كُلِّ تَدابيرِ الوِقَايَةِ اللّازِمَة، ولَكِن يَجِبُ ألّا نَنسى الوَجهَ الإيمَانِيَّ، والسَّعيَ الدَّائِمَ للاتِّحادِ بالله.

قَد يَقَعُ الإنسانُ فِي تَجرِبَةٍ، ويَنقادُ لِفِكرَةٍ مِن هُنا وأُخرَى مِن هُناك، فَيَتَجنَّبُ المَجيءَ إلى الكَنيسَةِ خوفًا مِن انتِقَالِ العَدوى لَهُ إن مِن نَاحِيَةِ اللَّمسِ أوِ المُناوَلَةِ أو تَواجُدِه بينَ مَجمُوعَةٍ مِنَ النَّاس.

كما قَد يَسعَى إعلامٌ دَهريٌّ إلى تَغذِيَةِ فِكرَةِ الابتِعَادِ عَنِ الكَنيسة، وهَذا ضِمنَ سِياقٍ مُمَنهَجٍ زاحِفٍ ومُتَكَرِّرٍ، مُوَجَّهٍ في مَجالاتٍ شَتَّى كالأَفلامِ والرُّسُومِ المُتَحرِّكَةِ وغَيرِها مِنَ الأفكارِ الّتي تَنهَالُ عَلَينا يَومِيًّا، وتُشَتِّتُ أفكارَنَا وتُدَمِّرُ عائلاتِنَا، فَيُضحي الإنسانُ مَعها أسيرَ مُخَطَّطٍ شَيطانِيّ، بَعد أَن يُسَيطِرَ عَلَيهِ الخَوف والهلع.

وهُنا نَتَذكَّرُ ما قَالَهُ بُطرسُ الرَّسولُ: “يَا رَبُّ، إِلَى مَنْ نَذْهَبُ؟ كَلاَمُ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ عِنْدَكَ” (يوحنا٦٨:٦)

خُلاصَةُ القَولِ أنَّ الكَنيسَةَ تُؤمِنُ بأَنَّ يَسوعَ هُوَ الحَياة، وهِي تُصَلِّي عَلى الرَّجاءِ طالبةً مِن الرّبِّ شفاءَ النفسِ والجسد، وألاّ تُشَتِتَنا مَكائِدُ إبليس، فنُصبِحَ بعيدين عن خَلاصِ اللهِ المُعَدِّ لَنا مُنذُ تَأسيسِ العَالَم..

 

Antioch Patriarchate/facebook

Διαδώστε: