إلى أبناء الأبرشية المشاركين في المخيّمات الصيفيّة المحبوبين بالربّ،
تحيّة بالربّ يسوع،
يقارب فصل الصيف على النهاية، مثلما قاربت معه نشاطاتكم الصيفيّة، خصوصًا المخيّمات التي نظمتموها وشاركتم فيها. أخصّ بالذكر مخيّمات مركز جبل لبنان ومركز البترون كما وفرع دوما وفرع الحدث التابعين لحركة الشبيبة الأرثوذكسيّة (في القصيبة، وفي دوما وفي بساتين العصي وفي كفرحلدة)، ومخيم فوج القديس أنطونيوس الكبير (فرن الشباك) التابع للكشاف الوطني الأرثوذكسي (في العاقورة)، ومخيّمات رعية جبيل (في بسكنتا)، ورعية جلّ الديب (في بساتين العصي)، ورعية إنطلياس (في عمّيق)، بالإضافة إلى مخيّم رعية المطيلب (في ترشيش) ومخيم رعية الذوق (في كفتون) اللّذَين لم أستطع زيارتهما.
لقد فرحت باستفقادي إيّاكم في مخيّماتكم، وإن كان لفترة وجيزة ومساهمة منّي بسيطة جدًّا. لكن مرأى وجوهكم ومواكبة تجهيزاتكم والاطلاع على برامجكم ومرافقتكم عن قرب والاطمئنان إلى حسن سير خدمتكم، هو ما أبهج قلبي، ولا شكّ أنّه أبهج قلبكم أيضًا.
فرحت بالحديث مع مسؤولي المخيّمات كما فرحت بالحديث مع قادة الفرق ومرشديها، بالإضافة إلى فريق الخدمة. سعيتُ قدر الإمكان أن ألتقي كل مرحلة عمرية منكم على حدة وأن يكون بيننا حوار لمستُ من خلاله مكتسباتكم وخبرتكم وحاجاتكم، الأمر الذي سمح لي بأن أتعرّف عليكم عن قرب أكثر فأقدّر الجهد الذي يبذله المسؤولون والقادة وفريق الخدمة في سبيل أن تكون شركتكم اليوميّة بنّاءة وهادفة ومعبّرة عن روح المعيّة الفرحة والشركة المحبّة والباذلة بينكم.
لقد حصّلتم الكثير في هذه الأنشطة وأودعتموه قلبكم وعقلكم ومتّنتم روابطكم الأخويّة. فأرجو لهذه المكتسبات أن تختمر فيكم وتترجموها على مدار العام في التزامكم فرقكم وخدمتكم في البيت والرعية، في المدرسة والجامعة، والانتباه إلى عناصر نموّكم الشخصيّ والجماعي، بحيث يستمرّ أثر المخيّم في حياتكم ويجمّل نفوسكم ويطلقها في رحاب الخدمة والصلاة.
من أجمل ما اكتشفتُ معكم هو أن التحصيل الشخصيّ والتحصيل الجماعي يسيران جنبًا إلى جنب، فيستقيمان إذا ترافقا. فبعد لهفتكم للصلاة مع الجماعة، لا بدّ أن تحافظوا على صلاتكم الفرديّة في حياتكم اليومية. وبعد أن مارستم الصبر والمسامحة والتعاون والخدمة المشتركة في برنامج المخيّم، يمكنكم أن تمدّوا هذه الخبرة إلى حياتكم في أسركم وفرقكم ورعيّتكم. وهكذا دواليك.
فرح بكم عندما يمتدّ ما وجدتموه في المخيّم إلى أبعد منه. إنّها الأمانة لتعب المحبّين الكثر الذين ساهموا في بناء مداميك شخصيّتكم والامتنان الذي نعبّر به عن فرحنا بما أُعطينا وتقديرنا للمحبّة والنعمة والحقّ التي وجدناها من خلالهم.
لا شكّ أنّكم قمتم بتقييم مخيّماتكم لهذا العام. أرجو أن تستفيدوا مما خلصتم إليه. فما أجمل أن تكون الخلاصة أنّنا نبني هيكل الله ونتعاون في بنائه، كما يحدّثنا الرسول بولس. وما أجمل أن كنيستنا تعتني بمواهب أبنائها وتصقلهم في الخدمة المجّانية والمحبّة الصادقة والصلاة القلبيّة. هذه هي الأبعاد الثلاثة التي توحون بها إليّ بعد مشاركتكم مخيّماتكم.
أرجو أن يكافئ الربّ أتعاب الذين سهروا على تنظيم هذه المخيمات وساهموا في نفقاتها، كما والآباء الذين رافقوها، راجيًا للجميع نموًّا في الربّ وفي الخدمة.
الداعي لكم،
+سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)