١- مقدّمة:
تقيم الكنيسة اليوم تذكار رقاد القدّيسة حنّة أمّ والدة الإله الفائقة القداسة.
جميلة جدًا هذه العائلة المقدّسة، يواكيم وحنّة ومريم.
سيرتها رائعة لكل الأجيال. كان محور العائلة الصلاة. ولم يفقد يواكيم وحنّة الأمل عندما تأخّرت حنة بالإنجاب، بل صبرا وثابرا على الصلاة.
مريم تعلّمت التقوى مِن ذويها، وأكملت نموها في الهيكل مِن صغرها. وعندما أتاها الملاك جبرائيل ليسألها ويبشّرها، قالت نعم بملء إرادتها.
يا رب تعال واسكن في عائلاتنا وقدّسها لأنّ هدف العائلة الأوّل والأخير، أنجبت أولادًا بالجسد أو لم تنجب، القداسة.
٢- معنى اسم حنّة:
أصل الاسم عبري “شانا” ويأتي مِن الجذر “شانان” أي النعمة والصلاح والعمل الحسن والحماية. وهو نفس الجذر لفعل “أُوصَنَّا” أي “هوشعنا” الذي هتف به الشعب عند دخول الرب يسوع المسيح أورشليم، ومنه أخذ العيد تسمية الشعانين.
وفعل أُوصَنَّا Ὡσαννὰ باللغة العبريّة يتألّف مِن فعلين: الأوّل “خلاص” والثاني “مناجاة”، وترجمته “يا ربّ خلّص”. وهو يجمع بين الهتاف والتهليل بحماس والاستقبال والفرح، وبين صرخة خلاص ومناجاة إنقاذ للعبور من المِحَن إلى برّ الأمان. الشخص المناجى هو الذي يُعطي هذا الخلاص ويُدعى “المُخلّص” المسيح.
مِن هنا صرخ الشعب: “أُوصَنَّا لابْنِ دَاوُدَ! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! أُوصَنَّا فِي الأَعَالِي!». (مت٩:٢١).
بالعودة إلى اسم حنّة فهو كُتِبَ باليونانيّة Άννα ومنه أخذنا الاسم حنّة.
٣- من هي حنّة:
هي مِن سبط لاوي، وهي آخر مولود لرئيس الكهنة متّى وامرأته مريم التي أنجبت أيضًا مريم وصوبي.
الابنة البكر مريم تزوّجت في بيت لحم وأنجبت المرأة الحكيمة صالومي، وأيضًا تزوّجت صوبي في بيت لحم وأنجبت أليصابات، أمّ القدّيس يوحنّا المعمدان.
تزوّجت حنّة من يواكيم الحكيم في الجليل وأنجبت مريم التي صارت والدة الإله.
بعد أن وضعت حنّة والدة الإله، انصرفت إلى الصّوم والصّلاة وأعمال الرّحمة.
قيل إنّها رقدت وهي في سنّ التّاسعة والسّتّين.