حصل أن في العام ١٩٨٦م كان أحد الأشخاص يدعى ثيوذورس يمر في حالة روحيّة ضعيفة جدًا يتخبّط فيها بشدّة بين الإيمان ونكرانه.
وكان يتضرّع إلى الله ويطلب منه المعونة لتخطي هذه التجربة.
وذات مساء وبينما هو مستلق على فراشه يصلّي وُجِدَ في حالة لم يستطع تفسيرها:
شاهد نفسه يعتلي سلّم بناء وهو يبني بناءً مع ثلاثة أشخاص آخرين مِن القرية نفسها، ولكنهم كانوا يعتلون سلماً آخر.
وفجأة ابتدأ السلم من تحته يفقد توازنه وبدأ ثيوذورس يسقط نحو الأسفل.
وفجأة رأى شاباً يجلس إلى جانبه ويتبعه يشبه الرب يسوع، ولكن مع هذا الشاب كان ثمة راهب أمسكه في الهواء وأنزله على الأرض سالماً.
ثم ذهب الراهب إلى السلم ووضعه بوضعية سليمة، ودعمه جيداً وقال لثيوذورس:
لقد دعمت سلمك جيداً ولا خوف عليك بعد الآن ، ولذلك لا تحزن فيما بعد ، فقط قل لأبناء قريتك الثلاثة الآخرين أن يدعموا سلمهم جيداً لأنهم عرضة للخطر.
عاد ثيوذورس إلى نفسه دون أن يدرك مقصد تلك الرؤيا.
ولكن بقي وجه ذاك الراهب مطبوعاً في ذهنه بقوة.
بعد مضي على هذا الحدث خمسة أشهر تقريباً، إذا بكاهن القرية، يسأل من يود مرافقته في رحلة إلى الجبل المقدس.
فسارع ثيوذورس وانضم إلى المجموعة التي رافقت الكاهن.
وصلت تلك المجموعة إلى آثوس.
وبعد أن سجدوا في دير كوتلوموسيو تابعوا طريقهم إلى دير الإيفيرون، وعرجوا في طريقهم على ناسك يدعى الشيخ باييسيوس (القديس) لكي يلتمسوا صلواته.
وصلوا إلى قلاية الشيخ وقرعوا الباب. فجاء الشيخ بايسيوس وفتح لهم البوابة الحديدية ليدخلوا.
وما أن رأى ثيوذورس الراهب الشيخ عرف على الفور بأنه الراهب الذي رآه في الرؤيا، فانذهل ولم يستطع أن يصدق عينيه.
كان ثيوذورس في آخر الصف. فما كان من الشيخ إلى أن نظر إليه قائلًا :
ثيوذورس : كيف حالك؟ إني أراك باستمرار .
حينها أيقن ثيوذورس حقيقة الأمر ، فأجابه وهو يرقص فرحًا:
وأنا أيضاً أيها الشيخ، وأنا أيضًا. إني أعرفك جيداً ، ولكن هذه المرّة الأولى التي أراك فيها عن قُرب.
فابتسم الشيخ وتابع إلقاء التحيّة على بقيّة الزوّار.
ومنذ ذلك الحين واظب ثيوذورس على زيارة الشيخ بايسيوس، وكان يعود كل مرة ببطاريّات روحيّة مشحونة بقوّة يشارك بها الآخرين.