غبطة البطريرك يوحنا العاشر، الكلي الطوبى والجزيل الاحترام، يقيم صلاة غروب عيد القديسين الرسولين بطرس وبولس، مؤسسي الكرسي البطريركي، في دير رؤية القديس بولس الرسول البطريركي- تل كوكب، معايدًا أبناء الكرسي الأنطاكي في بلاد الوطن والانتشار.
صاحب السيادة المتروبوليت سابا (اسبر) يؤكد:”إن هذا اليوم المبارك، هو امتياز روحي لنا لنسبح الرب ونشكره على كل ما يعطينا من قوة”.
٢٨حزيران ٢٠١٩
ليا عادل- دمشق
“يا أنطاكية، تعالي وانظري، هوذا أولادك قد تواروا إليك من كل أصقاع الأرض، حاملين الأمانة ووديعة الإيمان، حاملين رسالة سلام وطمأنينة، مقدمين الرب فاديا مخلصا لكل البشرية ليجتذبهم إلى الحياة”.
عبارات رجائية، أسكبها صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر، الكلي الطوبى، والجزيل الاحترام، على المؤمنين، خلال إقامته صلاة غروب، عيد القديسين الرسولين بطرس وبولس، مؤسسي الكرسي الأنطاكي، في دير رؤية القديس بولس الرسول البطريركي- تل كوكب- ريف دمشق.
شارك في الصلاة السادة المطارنة أعضاء المجمع المقدس: الياس (أبرشية صيدا وصور وتوابعهما)، دمسكينوس (أبرشية ساو باوبو وسائر البرازيل)، سابا (أبرشية حوران وجبل العرب)، جورج (أبرشية حمص وتوابعها)، سلوان (أبرشية جبيل والبترون وما يليهما)، أفرام (أبرشية طرابلس والكورة وتوابعهما)، إغناطيوس (أبرشية فرنسا وأوروبا الغربية والجنويية)، غطاس (أبرشية بغداد والكويت وتوابعهما)، سلوان (أبرشية الجزر البريطانية وإيرلندا)، أنطونيوس (أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما)، نقولا (أبرشية حماه وتوابعها).
والسادة الأساقفة: موسى (الخوري)، لوقا (الخوري)، إيليا (طعمة)، أفرام معلولي (الوكيل البطريركي)، غريغوريوس (خوري)، يوحنا (بطش)، ثيودور (غندور)، ولفيف من الآباء الكهنة والشمامسة الأجلاء، بحضور رهبان وراهبات وفعاليات، وحشد شعبي كبير من المؤمنين، جميعهم وفدوا من سائر أبرشيات الكرسي الأنطاكي، ومختلف رعايا دمشق.
طغت على صلاة الغروب، فرحة أبناء الكرسي الأنطاكي التي لا توصف، لتأثرهم بالأجواء الروحية التي يزدان بها الدير، بعد انقطاع دام سنوات بسبب الأحداث الأليمة، ولكن اليوم عاد ليؤكد أن هذه الأرض هي شاهدة للرسل كانت وستبقى.
ألقى المتروبوليت سابا (اسبر)، كلمة روحية قال فيها:
” هذا اليوم هو يوم مبارك ومميز، ليس لأننا نعيد لعيد مؤسسي الكرسي الأنطاكي، ولا لأن هذا الكرسي هو الأقدم تاريخيا، إنما يأتي امتياز هذا اليوم، لأننا نجتمع مرة أخرى بعد انقطاع دام سنوات عن هذا المكان التاريخي المقدس.
نعم، هذه النعمة الإلهية، تعود ثانية لنجتمع ولنسبح الرب ونشكره على كل ما يعطينا من امتياز روحي، نراه نحن المؤمنين بعيون الإيمان”.
وأضاف سيادته: “يقول لنا هذا الحدث أنه طالما نتطلع إلى الرب، وقلوبنا عنده، وندعوه كي يكون سيدا فاعلا وحيا في حياتنا، فنحن قادرون على أن نتجاوز الصعوبات ونغلبها، ولكن عندما نخاف وننظر إلى ذواتنا يغيب وجه الرب عنا، فنبدأ نغرق، نخاف، نقلق. لقد مررنا بأخطار كبيرة، ولا تزال تحيط بنا، وإن كانت بأشكال أخف، لكننا وبحضور المسيح في حياتنا، نستطيع أن نقاوم كل الصعاب التي تواجهنا، لأن الرب هو الذي يستطيع أن يوقف العاصفة مهما كانت قوية وهذا ما تعلمناه من مؤسسي الكرسي الأنطاكي، الرسولين بطرس وبولس”.
بعد ذلك، أقيم زياح بأيقونة القديس بولس الرسول، جاب فيها المؤمنون ساحات الدير، ليشهدوا على هذا العيد في الدير العابق بالروحانية والضارب جذوره في عمق التاريخ.
في ختام الصلاة، بعث غبطته البركة الرسولية إلى أبناء الكرسي الأنطاكي، معايدًا إياهم، بعيد مؤسسي الكرسي الأنطاكي، باسمه واسم السادة المطارنة أعضاء المجمع المقدس الذين وفدوا من بلاد الوطن والانتشار، كما خص أبناء لواء الاسكندرون وأنطاكية بمعايدة قلبية، رافعا الصلاة من أجل عودة المخطوفين ومنهم مطرانا حلب يوحنا وبولس، وبلسمة جراحات المتألمين والملتاعين. شاكرا الرب على هذا الجمع الكبير من المؤمنين الذي يدل على معاني كثيرة منها” نحن أسرة عائلة السلام والمحبة، ورسالتنا إلى العالم هي رسالة فرح، وها هي أنطاكية”.
بعد ذلك، انتقل غبطته والسادة المطارنة والأساقفة والآباء الكهنة والشمامسة إلى صالون الدير، والتمس الشعب المؤمن بركته الأبوية، وسط أجواء من الفرح ازدانت بعراقة إيمان أنطاكية.
إشارة، إلى أن أبناء الكرسي الأنطاكي الذين وفدوا الى دير رؤية القديس بولس الرسول- البطريركي في تل كوكب- ريف دمشق قد أعدوا استقبالا شعبيا مهيبا لغبطته عند مدخل الدير، وسار الجميع في مسيرة شعبية إلى كنيسة الدير، وسط عزف فرق الكشافة وانشاد التراتيل التي فاح منها العبير الأرثوذكسي الأنطاكي.