14 Αυγούστου, 2019

غبطة البطريرك يترأس خدمة القداس الالهي في باسيليكا كنيسة المهد

Διαδώστε:

ترأس غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس وسائر اعمال فلسطين والاردن احتفال الذكرى المئوية لتأسيس الجمعية الخيرية الوطنية الارثوذكسية في مدينة بيت لحم.

وكانت الاحتفالات بهذه الذكرى قد انطلقت بقداس إحتفالي ترأسه غبطته في كنيسة المهد يوم الأحد الموافق 11 آب 2019 بحضور مئات من ابناء الرعية الارثوذكسية من بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور. وشارك غبطة البطريرك سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني أريسترخوس السكرتير العام للبطريركية, سيادة متروبوليت الينوبوليس يواكيم, الأرشمندريت إغناطيوس الرئيس الروحي في بيت ساحور وبيت جالا, كهنة كنيسة المهد الأب سبيريدون, الأب جوارجيوس, والأب عيسى, والمتقدم في الشمامسة الأب ماركوس.

واشاد غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث بالجمعية الخيرية الوطنية خلال المائة عام الماضية مشيراً الى أصالتها وارثها الممتد في تاريخ مدينة بيت لحم، كما لفت غبطته الى الهيئة الإدارية الحالية برأسة السيد ميشيل فريج ونجاحها في حمل المسؤولية التي أوكلها لهم الآباء والأجداد.

وأكد غبطته على ان استمرارية الجمعية الخيرية الوطنية الارثوذكسية طوال مائة عام هو اكبر دليل على نجاحها، داعياً كافة الطاقات القادرة على العطاء في محافظة بيت لحم مساندة الجمعية لتقديم ما هو خير لاهالي المحافظة. مشدداً على ان بطريركية الروم الأرثوذكس الأورشليمية ستبقى داعماً لجميع جهود خدمة المجتمع وسنداً لمؤسسات المجتمع المدني الفاعلة.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث في مدينة بيت لحم 11/8/2019

كلمة البطريرك تعريب قدس الأب الأيكونوموس يوسف الهودلي

يوصينا القديس بولس الرسول قائلاً: أَيُّهَا الإِخْوَةُ، بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَنْ تَقُولُوا جَمِيعُكُمْ قَوْلًا وَاحِدًا، وَلاَ يَكُونَ بَيْنَكُمُ انْشِقَاقَاتٌ، بَلْ كُونُوا كَامِلِينَ فِي فِكْرٍ وَاحِدٍ وَرَأْيٍ وَاحِدٍ، (1كور 1: 10)

أيها الإخوة المحبوبون في المسيح،

أيها الزوار الأتقياء،

إنّ نعمة المغارة القابلة للإله التي تجسد فيها كلمة الله ربنا ومخلصنا يسوع المسيح من دماء الطاهرة الفائقة البركات سيدتنا والدة الإله الدائمة البتولية مريم قد جمعتنا اليوم جميعاً في هذا المكان المقدس العالمي الفائق القداسة في مدينة بيت لحم التي ورد ذكرها في الكتاب المقدس لكي نتمم القداس الإلهي الذي هو سر الشكر الإلهي هذا السر العظيم الذي هو سر محبة واشتراك المسيحيين في دم وجسد مخلصنا يسوع المسيح وأيضاً هو سر شهادة الحضور الحيّ للمسيحيين على مدى الدهور والعصور وبالأخص الروم الأرثوذكس في فلسطين.

إن هذه الشهادة ليست هي إلا من شهادة القديس الرسول يوحنا الإنجيليالذي يقول فيها:” فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ. (يوحنا 1: 1) وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا. (يوحنا 1: 14).

إن هذه الشهادة، هي شهادة محبة الله التي تُبشر بها كنيسة آوروشليم والمعروفة بأم الكنائس والتي قال عنها القديس يوحنا الدمشقي هاتفاً: افرحي يا صهيون المقدسة أم الكنائس ومسكن الله. إن هذه الشهادة تُذيعها وتعمل بها بالقول والفعل منذ البدء، طغمة رهبان أخوية القبر المقدس مع الرعية المسيحية التقية الممتحنة من قوات ووُلاَةِ هذا الْعَالَمِ، عَالم ظُلْمَةِ هذَا الدَّهْرِ (أفسس 6: 12)

إن قوات الظلمة هذه بحسب القديس بطرس الرسول هي إِبْلِيسَ الذي هو خَصْمَكُم “أيها المسيحيين” وهو كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ (1بطرس 5: 8) وهذا يعني أن من يضطهد المسيحيين ويحتّجُ مشتكياً عليهم يكون مصدر إلهامه وتحركاته هو الشيطان، الذي هدفه الفوضى والتشويش وهذا يتعارض مع سلام المسيح ووحدة الكنيسة، فالمسيح هو رَأْسُ الجسد أي رأس الْكَنِيسَةِ. (كول 1: 18)

فالله الآب قد سُر وارتضى أن يُصَالح الجميع “بالمسيح” وأن يُحقَقَ السلام بدمِ وذبيحةِ موتهِ وصليبه سواء مع البشر على الأرض وفيما بينهم، أو مع الملائكة في السماوات، مصالحاً الجميع معنا (كول 1: 19-20).

وبكلامٍ آخر لقد جاء المسيح إلى العالم لكي يوحّد الجميع فاحتمل الصلب والموت وقام من بين الأموات لِيَجْمَعَ أَبْنَاءَ اللهِ الْمُتَفَرِّقِينَ إِلَى وَاحِدٍ. (يو 11: 52). وغير ذلك فإن صلاة المسيح الحارة قبل آلامه الطوعية وصلبه كان فحواها أن يبقى تلاميذه والمؤمنون به واحداً في الروح القدس ومربوطين برباط المحبة والوئام والسلام إذ صلى قائلاً:”وَلَسْتُ أَسْأَلُ مِنْ أَجْلِ هؤُلاَءِ فَقَطْ “أي من أجل التلاميذ” بَلْ أَيْضًا مِنْ أَجْلِ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِي بِكَلاَمِهِمْ، لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا، (يو 17: 21).

إن الكنيسة لا يجب أن تُفهم على أنها مؤسسة اجتماعية أو نظام سياسي إقتصادي بل هي الجسد السري لإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح، والروح القدس روح المسيح، هو الذي يضبط الكنيسة ويجمعها ويجعلها تستمر محافظاً على وحدتها.

إن حاملي اسم المسيح أي أعضاء الكنيسة والذين يحملون الميرون المقدس أي ختم موهبة الروح القدس، عليهم أن يكونوا مميزين في وحدتهم واتحادهم، في فكرهم وفي رأيهم كما يوصي القديس بولس الرسول وَلكِنَّنِي أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَنْ تَقُولُوا جَمِيعُكُمْ قَوْلًا وَاحِدًا، وَلاَ يَكُونَ بَيْنَكُمُ انْشِقَاقَاتٌ، بَلْ كُونُوا كَامِلِينَ فِي فِكْرٍ وَاحِدٍ وَرَأْيٍ وَاحِدٍ، (1كو1: 10)

ويقول القديس يوحنا الذهبي الفم مؤكداً سمو وأهمية وحدة الكنيسة قائلاً: إن معنى كلمة الكنيسة هي التي تجمع ولا تُفرق، هو اسمٌ يدل على الانسجام والاتفاق ووحدة المؤمنين وعلى العكس من ذلك فإن الانقسامات بين أعضاء الكنيسة المؤمنين وتشكيلها إلى مجموعات كانشقاقات الكنائس ستؤدي إلى تقسيم وتمزيق وحدة جسد كنيسة المسيح وهذه خطيئةٌ عظيمة يُقول عنها القديس يوحنا الذهبي الفم أنهُ ولا حتى دمُّ الشهادة يستطيع أن يغفر خطيئة تقسيم وتمزيق الكنيسة.

نحن المسيحيون أيها الإخوة الأحبة علينا أن نبرهن على إيماننا عملياً ولا يجب علينا أن نكتفي بمجرد إيمانٍ جاف عقلي كما يقول النبي اشعياء فَقَالَ السَّيِّدُ: «لأَنَّ هذَا الشَّعْبَ قَدِ اقْتَرَبَ إِلَيَّ بِفَمِهِ وَأَكْرَمَنِي بِشَفَتَيْهِ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَأَبْعَدَهُ عَنِّي. (اشعياء 29: 13).

إن بولس رسول الأمم العظيم قد كافح كأب روحي من أجل حالة المسيحيين الروحية ويقول واعظاً إياهم:” فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ. أن لاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ. (رو 12: 1-2)

إن أقوال بولس الرسول “لا تُشاكلوا هذا الدهر” فهي تؤكد على طريقة حياة البشر الذين لم يُعانوا من أجل التجديد في المسيح وهي تخص أيضاً طبيعة البشر الساقطة الذين اتبعوا شهوات هذا العالم وملذاتهِ كما يعلّم القديس يوحنا الإنجيلي:” وَالْعَالَمُ يَمْضِي وَشَهْوَتُهُ، وَأَمَّا الَّذِي يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللهِ فَيَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ. (1 يوحنا 2: 17).

وأما نحن أيها الإخوة الأحبة والذين لدينا سفينة الخلاص أي الكنيسة جسد المسيح السري الْمُذَّخَرِ فِيهِ جَمِيعُ كُنُوزِ الْحِكْمَةِ وَالْعِلْمِ. (كول 2: 3) فنحن مدعوون أن نكون مستحقين لمواهب وعطايا الله. لأَنَّ مِنْهُ وَبِهِ وَلَهُ كُلَّ الأَشْيَاءِ. لَهُ الْمَجْدُ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ. (رو 11: 36).

كل عام وأنتم بألف خير

مكتب السكرتارية العام

ar.jerusalem-patriarchate.info

Διαδώστε: