30 Μαΐου, 2024

كلمة البطريرك يوحنا العاشر في سجل ضريح الرئيس حافظ الأسد، القرداحة،

Διαδώστε:

قمنا بزيارة ضريح الرئيس الخالد حافظ الأسد برفقة مطران اللاذقية السيد أثناسيوس فهد وذلك في ٢٨ أيار للعام ٢٠٢٤. وإثر ذلك نقول:
رحم الله الرئيس حافظ الأسد. هذه كلمة حق نقولها للتاريخ وندونها اليوم في هذا السجل عرفاناً بفضل الرئيس الأسد على سوريا، التي عرفت في عهده معنى الاستقرار السياسي والاجتماعي وأمست لاعباً إقليمياً في الشرق الأوسط وفي العالم. رحم الله الرئيس الأسد الذي يقر خصومه قبل مواليه أنه رجل دولة من الطراز الأول ورجل استراتيجية ورجل موقف. أحبَّ واحترم من صارحه الرأي رغم الخلاف وأعرضَ عمّن استخدم التملّق والوعود في لغة السياسة.
كان هاجسه التضامن العربي الذي حاول أن يخرجه من قوقعة الحلم إلى أرض الواقع. وكانت قبلته الخارجية فلسطين والحق العربي المغتصب. وكان دَيْدَنه الكرامة العربية والكرامة السورية التي اعتبرها المحك الأول لكل سياسة. عرف في سياسته كيف يستخدم صلابة العسكر، وعرف أيضاً كعسكريٍّ كيف ومتى تُستخدم الحنكة والحكمة. مفاوضٌ صلب لم يساوم يوماً على حق أو على كرامةٍ اعتبرها أثمن وأغلى ما يملك الإنسان. حارب وفاوض. وكسياسي ووطنيٍّ، اقتنى خصوماً واقتنى أصدقاء. ومع كل هذا، كسب احترام الخصوم قبل الأصدقاء. قرأ التاريخ بعمق وبتروٍّ وبحكمةٍ. وعرف كيف يستلهم من دروس الماضي لمواجهة الواقع، فالله نور السموات والأرض يغدق علينا من نعمه في تجلياته النورانية.
لم يميز حافظ الأسد بين طائفةٍ وأخرى ولم يعرف يوماً منطق أكثريةٍ وأقليةٍ. مقت الطائفية ورفض استخدام الدين للتجييش الطائفي في منطقةٍ تغلي بالطوائف تاريخاً وحاضراً. بحث عما يجمع، واعتنق العروبةَ جامعةً وبلاد الشام بوتقةً.
مسيحياً، عرفت الكنيسة في عهده كما قبلْاً حرية العبادة. ولم يكن الانتماء المسيحي عائقاً أمام أحد. لا بل تقلّد المسيحيون كما غيرهم أرفع المناصب في الدولة. ونال البطاركة والمطارنة وسائر الإكليروس احترام الجميع كما الحالُ اليوم.
رحم الله الرئيس الأسد رجل الدولة بمعنى الكلمة ورجل الموقفِ ورجل الحكمة المتروية ورجل الاستراتيجية السياسية. نذكر أيامه بالخير ونضرع إلى الله القدوس، الواحد المثلث الشموس، أن يتغمده برحمته وبرضوانه.

Antioch Patriarchate بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس

Διαδώστε: