٤ آيّار ٢٠١٩
بالحقيقة إنه لفصح جديد، والفصح في عقيدتنا في إنتصار الكلمة الإلهية على الموت، وإعطاء الحياة بهاءً وجلالاً ومجداً.
إن يومنا هذا فصح مقدس جليل الإعتبار فيه نهنئ بعضناً بعضاً بقدوم صاحب الغبطة يوحنا العاشر يازجي بطريرك انطاكيا وسائر المشرق الى ربوع عكار هذه المنطقة الأجمل بين جميع مناطق الشرق الأوسط.
إنه فصح جديد فيه نصافح بعضناً بعضاً معانقين جدَّة الحياة، وعظم الكرامة والجلال ليصدق فينا أيها الأحباء الحاضرون جميعاً قول النبي: “ما أجمل، وما أحلى أن يجتمع الإخوة معاً أنه كالطيب المسكوب على هامة هارون النازل على جيب قميصه مضمخاً لحيته”.
صاحب الغبطة،
هو مطلب عكاري منذ توليكم سدّة البطريركية، وها هو يتحقق اليوم بنعمة الله وبركات المنتصر على الموت.
إنتظرك العكاريون بكل أطيافهم لما عرفوه منك طيب اللقاء، وحزم القيادة، والتصوف في الإيمان، والنسك في العبادة، وبذل الذات في الرعاية، وذلك منذ أن كنت رئيساً لدير البلمند، وعميداً لكلية اللاهوت، وأسقفاً مساعداً للمثلث الرحمات سلفي المطوّب الذكر المتروبوليت بولص بندلي، وكنّا سوياً ننمو بالخبرة ببركات رعايته وعنايته.
عرفوك أباً مرشداً، معلماً، معرفاً ساهراً على الخراف الناطقة. مبدعاً في عملك تبدي فيه جمال العتيقة، وكمال الجديدة. لا يلهيك عن عملك لا قسوة الظروف، ولا معاكسات الحياة التي تظهر كالعليق على جذوع الشجرات العالية المتوثبة دوماً نحو النور.
صاحب الغبطة،
أذكرك ولي من العمر إثنتا عشرة سنة. فكنت خير أخ يسترشد بك الكبير قبل الصغير متجاوزاً في الخبرة المتقدمين في العمر ليصدق فيك قول النبي سليمان: “ليس الشيب بعدد السنين، بل بالفطنة والعمل الصالح”.
يشهد لك أساتذتك في الجامعات في سوريا، وفي لبنان، وفي اليونان انك كنت من المتفوِّقين.
أرحب بغبطتكم في أبرشية عكار رافعاً الدعاء الى الله معكم، ومع السادة الأحبار الأجلاء، ومع الأحباء المحترمون، ومع هذا الشعب الغيور كله أن يفك أسر أخوينا الحبيبين المتروبوليت بولص، والمطران يوحنا إبراهيم لنفرح بوجودهما بيننا.
رافقتكم بالكثير من رحلاتكم الى أميركا، الى روسيا، الى رومانيا، الى صربيا، وأماكن أخرى، وكان همكم الأوّل معرفة مصير المطرانين وفك أسرهما. صارخاً، وغاضباً، وعاتباً، ومخاصماً العالم على صمته المريب، وعلى عار عدم إهتمامه.
يشهد لك الجميع بالوطنيّة، وحرصك على البرهان بالقول والفعل أن الذين يؤمنون بالله يستطيعون أن يعيشوا معاً، وأن يبنوا حضارات كما فعلوا وتعاونوا في بناء الحضارة العربية.
يشهد على إهتمامكم بالروحيات إنشاءكم للرهبنات والأديار، ونشر الليتورجيا لتكون بكل لياقة وترتيب، وكنتم للكثير أب إعتراف يتكل على الروح ليعطي الحياة، ويبعد الحرف إنقاذاً من الموت لا تأخذك لومة لائم في موقف حق.
أهلاً وسهلاً بكم في فصحنا الجديد هذا الذي صنعتموه بقدومكم، ويجمله أبناء هذه المنطقة من الأبرشية بما أوتوا من غيرة وهمّة وعزيمة لتكون الأمور قدر الإمكان على مستوى اللقاء بغبطتكم منتظرين منكم نفحات الأمل، وتعابير الفرح.