كورال الكنارة الروحية في جولات تبرك على عدة كنائس وأديرة في قبرص ولقاء مع متروبوليت ليماسول المطران أثناسيوس.
ليا عادل معماري ، قبرص
إلى دير القديس نيوفيتوس التاريخي الواقع في مدينة بافوس القبرصية الذي يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر ويأتي في المرتبة الثالثة بعد ديري كيكوس وماخيراس، توجه كورال الكنارة الروحية للتبرك من هذا الدير التاريخي العريق.
الكورال جال على أرجاء الدير مطّلعًا على تاريخه والصعوبات التي ألمت به.
سمي الدير على اسم القديس نيوفيتوس الذي أتى إليه وعاش فيه وكان قديسًا حبيسًا.
ولد القديس نيوفيتوس في أوائل القرن الثاني عشر وأتى إلى بافوس ليعيش حياة التنسك.
حفر القديس محبسته بيده وأنشأ فيها كنيسة صغيرة للصلاة باسم كنيسة الصليب المقدس، وبعد وفاته سميت المحبسة باسمه.
بدأ بناء الدير بالتزامن مع سكن القديس نيوفيتوس فيه في القرن الثامن عشر.
لم يكن يتقن القديس نيوفيتوس العلم والقراءة، فكان يطلب بشكل دائم من الرب والعذراء أن يوهبانه نعمة القراءة والكتابة، وبالفعل تحققت طلباته وأصبح له 5 مجلدات ومؤلفات عدة وجميعها محفوظة في أرشفة الدير.
بنيت كنيسة الدير على اسم رقاد السيدة، وبقي هذا الدير مشرّعًا أبوابه للمؤمنين والحجاج إسوة بديري كيكوس وماخيراس بالرغم من الصعوبات التي مرت بها قبرص.
توجد في الكنيسة أيقونة القديس يوحنا الرحيم العجائبية.
ويحتفل الدير بعيد شفيعه في الخامس عشر من شهر آب.
من دير نيوفيتوس، تابع الكورال جولاته الروحية فتبارك من كنيسة القديس باييسيوس الآثوسي في ليماسول-قبرص التي تعد فسيسفساء روحية لا مثيل لها من حيث المكان والهندسة المعمارية.
لكن الأجمل من كل ذلك أنها تحمل اسم القديسين باييسيوس وأرسانيوس، وبوشر العمل ببنائها في أواخر العام 2002، أي مع بداية العام 2003 وانتهى العمل ببنائها في العام 2012 .
وقبل الشروع ببنائها كانت الصلوات تقام في القبر الذي يسفلها.
تعتبر الكنيسة بيتًا للجميع، وكان مطران ليماسول أثناسيوس قد قرر التريث في توقيت تدشينها لأنه كان على معرفة روحية أنه سيصار إلى إعلان قداسة القديس باييسيوس الآثوسي رغم أن تنظيمات التدشين كانت مجهزة على أرفع المستويات، لكنه ارتأى ان يتريث، وبالفعل تحقق ما كان يشعر به وهو أحد تلاميذ القديس باييسيوس الآثوسي مدة 16 عاما.
وتم تدشين الكنيسة بالتزامن مع إعلان قداسته وهي أول كنيسة تحمل إسمه بعد إعلانه قديسًا.
أما زبدة اللقاءات والجولات فكانت مع متروبوليت ليماسول المطران أثناسيوس حيث وضع أفراد كورال الكنارة الروحية البطريركي كوكبة من المواضيع الروحية على طاولة متروبوليت ليماسول المطران أثناسيوس خلال لقاء جمع سيادته، والكورال في دار المطرانية بحضور الأسقف أفرام معلولي (الوكيل البطريركي)، وكاهن رعية القديسة هيلانة في باريس الأب بولس مراد والخوريتين زهاء مراد، غادة سكاف سابا وبعثة المركز الأنطاكي الأرثوذكسي للإعلام.
اللقاء الذي اتسم بالعفوية طغت عليه عبارات القداسة لا سيما أن المتحدث ليس شخصا” عاديا” إنه المطران أثناسيوس الذي يلقب بالجبل الصامت بروحانيته وحكمته.
كما أن المطران أثناسيوس اتسمت حياته بالخدمة والعطاء وعمل الرحمة، بحيث بلسم جراحات المعذبين المحتاجين المدمنين من خلال إنشاء مراكز في ليماسول بغية مساعدة كل من قست عليهم الأيام انطلاقا من أن الكنيسة هي البشر والأم الحنونة لكل من ضاقت به الأيام.
بداية، تحدث المطران أثناسيوس عن علاقته الشخصية التي تربطه بالبطريرك يوحنا العاشر منذ العام 1976 وهي علاقة أخوة وصداقة متينة واصفا” البطريرك يوحنا بالبطريرك القديس.
وردًا على أسئلة شبان وشابات الكورال أوضح المطران أثناسيوس أن”الترتيل ليس مجرد اعتلاء منابر بل هو بركة كبيرة لكل مؤمن وتسبيح للرب فمن يحب كنيسته يصلي ويرتل لكن يجب أن تكون الصلاة مقترنة بفضائل المحبة والتواضع وفعل الخير تجاه الآخرين وكل محتاج.
وأمام تحديات العصر الراهن رأى المطران أثناسيوس أن العلاج الوحيد للتحديات هو الصلاة التي ترفع النفس وتهذبها وتعطيها مناعة تبعدها عن الوقوع في الأخطاء.
هذا وقد أجاب المطران أثناسيوس على أسئلة أفراد الكورال لا سيما في ما يتعلق بالأداء وخدمة الصلوات كنهج عيش وتسبيح.
أما المحطة الختامية للكورال فرست عند كاتدرائية القديس لعازر في لارنكا-قبرص التي تعد واحة في الإيمان والعراقة التاريخية، كيف لا وهذه الكاتدرائية مبنية فوق قبر القديس لعازر وهو القبر الثاني له بعد القبر الأول الموجود في أورشليم.
بقي القديس لعازر 20 سنة في لارنكا وكان النور ينبعث من وجهه ولم يضحك بحياته الا مرة واحدة.
أصبح قبره اليوم في لارنكا مكان حج لسائر المؤمنين الذين يتوافدون ليتباركوا من رفاته.
ومن كاتدرائية القديس لعازر توجه الكورال إلى مطار لارنكا الدولي مغادرًا قبرص وعائدًا إلى دمشق حاملًا معه زوادة روحية مليئة بالإيمان ومعرفة تاريخية عن أديرة كنيسة قبرص، الكنيسة التي تربطها بكنيسة أنطاكية علاقات أخوة متينة.