عاصمتها مدينة نَفقراطيس أو ناوكراتيس (Ναύκρατις باليونانية، Naucratis or Naukratis بالإنجليزية، وترجمتها بتصرف “المدينة ذات السطوة على السفن”، پيعمرو Piemro بالمصرية) موقعها الحالي كوم جعيف التابعة لمركز إيتاي البارود، محافظة البحيرة.
نشات مدينة نَفقراطيس قبل مدينة الاسكندرية بأكثر من قرنين من الزمان وهي كانت مدينة تجارية كبيرة علي فرع من فروع النيل وليست علي البحر المتوسط، وإنما كانت تتصل بالبحر المتوسط عن طريق فرع النيل المُسمى الكانوبي وكان الأكبر بين فروعه.
وهي مدينة إغريقية فرعونية وقد أقامها ملوك الأسرة السادسة والعشرين (362-526 ق.م.) كمستوطنة للإغريق فقط الذين استقروا في مصر في تلك الفترة من تجار وجنود؛ لأن الجيش المصرى وقتها اعتمد بشكل كبير على الجنود الاغريق والكاريين فقرر ملوك تلك الاسرة عمل مستوطنة خاصة بهم حتى لا تقع حساسية بينهم وسكان البلاد الأصليين من المصريين، فيما يشبه حالة العزل.
أنشأ الميليتيون حوالي عام 650 ق.م. محطة تجارية عند نقراطيس على فرع النيل الكانوپي. وسمح لهم أبسماتيك الأول فرعون مصر بإنشائها لأنهم يصلحون لأن يكونوا جنوداً مرتزقة، ولأن تجارتهم كانت غنية طيبة له يحصل منها جباتُه على ضرائب جمركية عالية. ووهبهم أحمس الثاني قسطاً كبيراً من الحكم الذاتي؛ وأصبحت نقراطيس مدينة صناعية أو كادت، تنتج الفخار، والقرميد، والخزف الرقيق؛ وأهم من هذا أنها أصبحت مستودعاً تجارياً عظيماً، يأتي إليها زيت بلاد اليونان وخمرها، وترسل قمح مصر وتيلها وصوفها، وعاج إفريقية وعطورها وذهبها. وانتقلت مع هذه المتاجر معارف مصر، وطقوسها الدينية، وعمارتها، ونحتها، وعلومها الطبيعية إلى بلاد اليونان، كما دخلت مصر مع غلات اليونان ألفاظهم وأساليبهم في الحياة، فمهدت السبيل إلى سيطرة اليونانيين الهلينيون Hellenists على مصر في فترة عصر إسكندر المقدوني. وقد أصبحت لاحقًا عاصمة لمصر البطلميّة الأسكندريّة.
اكتشف موقعها الأستاذ فلندرز پتري في عام 1884، على الضفة الشرقية لقناة تبعد حوالي عشرة أميال غربًا من فرع رشيد أحد فروع النيل في هذا الوقت، وحوالي 45 ميل (72 كم) جنوب شرق مدينة الإسكندرية.
المتروبوليت نقولا، مطران طنطا (إرموبوليس) وتوابعها