نبذ تاريخية مختصرة عن تاريخ العمل التبشيري والرعائي في أفريقيا لبطريركية الإسكندرية وسائر أفريقيا للروم الأرثوذكس
يعود انتشار الأرثوذكسية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى إلى ما يقرب من المائة عام الماضية، في حين كانت الأرثوذكسية في شمال أفريقيا أقدم. وقد بدأ الوجود الأرثوذكسي في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بين المهاجرين اليونانيين في السنوات الأولى من القرن العشرين، وبقي هناك باعتباره في المقام الأول كنيسة المهاجرين.
أما الكنائس الغربية، الكنيسة الكاثوليكية الكنيسة الأنجليكانية ومختلف الكنائس البروتستانتية، بمساعدة الدول المساندة لها فقد بدأت إرساليتها بوجود الاستعمار في أفريقيا، منذ مطلع القرن السابع عشر. وكان هناك إدراك قوي بين الأفارقة بأن الحكام البيض لم يرغبوا في أن يعرفوا عن الأرثوذكسية، لأنها لم تكن مرتبطة بالقوى الاستعمارية.
بدأت النمو الرئيسي للكنيسة الأرثوذكسية تحت الصحراء الأفريقية بين الشعوب الأصلية في وسط وشرق أفريقيا الذين تعرفوا على المسيحية الأرثوذكسية بعد أن أصبحوا غير راضين عن الممارسات التبشيرية المسيحية الغربية.
في عام 1929 كان التعليم في ذلك الوقت في المستعمرات البريطانية تحت السيطرة الكاملة للبعثات الأجنبية، وكانت جميع المدارس هي للكنيسة الميثودية والأنجليكانية. وبعد الحرب العالمية الثانية تكثف الحكم الاستعماري في أفريقيا الذي كان مساندا للبعثات التبشيرية الغربية.
في عام 1952 تم حظر الكنيسة الأرثوذكسية وتم إغلاق مدارسها ومعابدها من قبل النظام الاستعماري. فأحرق العديد من الكنائس من قبل القوات المسلحة الاستعمارية، ووضع رجال الدين الأرثوذكس في معسكرات الاعتقال. كما أنه خلال تلك الفترة عاملت القوات الاستعمارية البريطانية الكنيسة الأرثوذكسية بنفس الطريقة التي عامل بها البلاشفة الكنيسة الأرثوذكسية الروسية. لكن الكنيسة الأرثوذكسية كانت تنمو بسرعة، حتى تم حظرها في الخمسينات.
كان واحدا من عوامل الجذب للأفارقة تجاه الكنيسة الأرثوذكسية أنها لم تتوافق مع القوى الاستعمارية. وهذا تميزها عن الكنيسة الكاثوليكية وبعثاتها التي كانت مرتبطة مع الحكم الفرنسي والبرتغالي، وكذلك عن الكنيسة الأنجليكانية ومختلف الكنائس البروتستانتية وبعثاتها التي ارتبطت مع الإمبراطورية البريطانية. وقد سعت تلك الكنائس إلى تشويه سمعة الكنيسة الأرثوذكسية والتقليل من شأنها وأجروا دعايات معادية ضدها. بالاضافة إلى ذلك، فإن تلك الكنائس أحدثت أيضا معاداة من السلطات الاستعمارية تجاه الكنيسة الأرثوذكسية في أفريقيا. ويُثبت ذلك الأحداث المزعجة التي أصابت الكنيسة الأرثوذكسية خلال حركات الاستقلال بعد الحرب العالمية الثانية. وقد ظلت الكنيسة الأرثوذكسية في أفريقيا في حالة محفوفة بالمخاطر، بعد عشر سنوات من القمع من قبل النظام الاستعماري البريطاني والدعاية الخادعة للأنجليكان وللكاثوليك والبروتستانت الذين أيدوا ذلك.
مع كل هذه الأحداث، كانت هناك حالات عديدة من أفارقة يقرؤون عن الكنيسة الأرثوذكسية في الكتب، ثم يسافرون، في كثير من الأحيان لمسافات طويلة، لمحاولة العثور على الكنيسة الأرثوذكسية، ويمكن وصف هذا بـ”الكرازة الأدبية” التي تؤدي إلى “الكرازة العقلية”.
في السنوات الخمسين الماضية أصبح لبطريرك الاسكندرية السلطة الروحية على كل أفريقيا، وبالتالي أصبحت تقريبا جميع البعثات الأرثوذكسية في أفريقيا تحت جناحه، مما أدى إلى رعايته للبعثات التبشيرية الأرثوذكسية العاملة جنوب الصحراء الأفريقية.
منذ عام 1980 كان هناك نمو رثوذكسي سريع، ليس فقط في كينيا وأوغندا ولكن أيضا في وسط وغرب أفريقيا. وقد تميز هذا النمو بمجموعة مذهلة من أنشطة وأساليب الإرساليات التبشيرية الأرثوذكسية. غالبًا ما تُلاحظ الإرسالية التبشيرية الأرثوذكسية في أوقات وأمكنة معينة نهج معين يتميز لهذا الزمان وهذا المكان، أما في أزمنة أخرى وأماكنة أخرى فهو نادر أو غير موجود. ومع ذلك، في الإرسالية التبشيرية أرثوذكسية في إفريقيا الاستوائية يمكن للمرء أن يجد كل أسلوب وطريقة مهمان للرعاية والخدمة والتبشير تكون جُربت في أي زمان وأي مكان.
في عام 1988 وضعت الكنيسة الإسكندرية الأرثوذكسية برنامجًا تطويريًا طموحًا للخدمات الاجتماعية والصحية والتعليمية في أفريقيا، كان غير موجود تقريباً قبلاً. وقد تم إحراز تقدم في بعض الأماكن، بينما في حالات أخرى لم يحدث شيء. في مثل هذه المشاريع غالباً ما تم تقديم المساعدة من قِبَل كنائس فنلندا واليونان وقبرص، ومن قِبَل مركز البعثة المسيحية الأرثوذكسية في الولايات المتحدة الأمريكية. وقد سافر فريق من المتطوعين على المدى القصير من هذه البلدان لمساعدة السكان المحليين في بناء وتجهيز العيادات والمستوصفات والمدارس وتوفير آبار المياة الصالحة للشرب وبناء الكنائس. كما توجد أكاديمييه نيروبي في كينيا أنشأها مكاريوس رئيس ساقفة قبرص، وتضم كلية للاهوت لتخريج الكهنة الأفارقة والذين يرسل البعض منهم لإتمام دراسته في اليونان بمنحة من الحكومة اليونانية، كما تضم كليات في جميع التخصصات.
بحسب تقويم بطريركية الإسكندرية وسائر أفريقيا. اليوم يبلغ عدد المطرانيات 30 مطرانية يترأس كل منها متروبوليت، وعدد الأسقفيات 7 أسقفية يترأسها أسقف مساعد للمتروبوليت الذي ينتمي إليه الأسقف. ومن بين هؤلاء يوجد عدد 3 متروبوليت وعدد 6 أساقفة من الأفارقة من أهل البلاد المحليين.
المطران/ نقولا أنطونيو
H αναδημοσίευση του παραπάνω άρθρου ή μέρους του επιτρέπεται μόνο αν αναφέρεται ως πηγή το ORTHODOXIANEWSAGENCY.GR με ενεργό σύνδεσμο στην εν λόγω καταχώρηση.
Ακολούθησε το ORTHODOXIANEWSAGENCY.gr στο Google News και μάθε πρώτος όλες τις ειδήσεις.