30 Απριλίου, 2020

أسد القديس مرقص، شعار بطريركية الإسكندرية وسائر أفريقيا الأرثوذكسية

Διαδώστε:

الأسد رمزية أخذت في نهاية المطاف شكل الأسد المُجنح. وهو مستوحى من رؤيا حزقيال النبي: “صَارَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى حِزْقِيَالَ الْكَاهِنِ ابْنِ بُوزِي فِي أَرْضِ الْكَلْدَانِيِّينَ عِنْدَ نَهْرِ خَابُورَ. وَكَانَتْ عَلَيْهِ هُنَاكَ يَدُ الرَّبِّ. فَنَظَرْتُ وَإِذَا بِرِيحٍ عَاصِفَةٍ جَاءَتْ مِنَ الشِّمَالِ. سَحَابَةٌ عَظِيمَةٌ وَنَارٌ مُتَوَاصِلَةٌ وَحَوْلَهَا لَمَعَانٌ. وَمِنْ وَسْطِهَا كَمَنْظَرِ النُّحَاسِ اللاَّمِعِ مِنْ وَسْطِ النَّارِ… وَمِنْ وَسْطِهَا شِبْهُ أَرْبَعَةِ حَيَوَانَاتٍ… وَلِكُلِّ وَاحِدٍ أَرْبَعَةُ أَوْجُهٍ، وَلِكُلِّ وَاحِدٍ أَرْبَعَةُ أَجْنِحَةٍ… أَمَّا شِبْهُ وُجُوهِهَا فَوَجْهُ إِنْسَانٍ وَوَجْهُ أَسَدٍ لِلْيَمِينِ لأَرْبَعَتِهَا، وَوَجْهُ ثَوْرٍ مِنَ الشِّمَالِ لأَرْبَعَتِهَا، وَوَجْهُ نَسْرٍ لأَرْبَعَتِهَا” (حز 3:1-10).

وقد كرست الكنيسة هذه الحيوانات الرمزية للإنجيليين الأربعة ، الأول لمتى؛ ويرمز ملاك الإنسان، لأن إنجيله يبدأ مع نسب يسوع. والثاني لمرقس؛ لأن إنجيله يبدأ بالقول “صوت صارخ في البرية”، وهو يوحنا المعمدان الذي سكن الصحاري حيث تعيش الأسود. والثالث للوقا؛ لأن إنجيله يبدأ بطقوس العبادة في الشريعة القديمة التي يتم فيها تقديم الذبائح من بالثيران عادة. والرابع ليوحنا؛ لأن إنجيله يبدأ بولادة كلمة الله الأبدي، ويرتفع لاهوتيًا إلى السماء كالنسر.

وهذه الرموز للمخلوقات الأربعة المذكورة أعلاه، والتي ترمز للإنجيليين، كلها مُجنحة.

عن الأسد:
وفقًا لبعض آباء الكنيسة ، لم يكن الأسد محبوبًا كحيوان أو كرمز. لأنهم حقيقة لم يكن لديهم الكثير من الاحترام لملك الحيوانات الملقب بـ”الأسد”، كما يظهر في بعض كتاباتهم. فقط ديونيسيوس الاريوباغي في الكتابة عن “التسلسل الهيرارخي” وتحت عنوان “الشكل المقدس للوحش”، يقول: “شكل الأسد واضح في الهيمنة الرومانية التي لا تقهر”. القديس مكسيموس معلّق على ديونيسيوس، يعطي صورة غريبة للأسد، بقوله: “في مطاردتهم، هم متجهموا الوجه (كالأسد)، وبالذيل يخفون آثار أنفسهم حتى لا يكونوا معروفون”. أوريجينوس يوصم الأسود، بقوله: “لأنهم يعتنون بالحيوان (الأسود)، فهم يسفكون دمائهم ويقبضون على الفريسة، وفي الواقع معظم الأعضاء، وهم غارقون في أشياء غير ضرورية”، وفي أماكن أخرى يقول: “يعلمنا بطرس يُعلمنا في كلمات، اصحوا واسهروا. لأن إبليس خصمكم كأسد زائر، يجول ملتمسا من يبتلعه. وحسب ما في المزامير، يكمن في المختفى كأسد في عريسه. يكمن ليخطف المسكين. يخطف المسكين بجذبه في شبكته”. وأخيرا، القديس كيرلس الاسكندري يدعو “الذئاب والاسود غير مقدسة وحيوانات نجسة”، في تعليقاته على إشعياء.

رمز الأسد المُجنح:
متى بدأ رمز الأسد المُجنح في أن يصبح الشعار الرسمي لكنيسة الإسكندرية الأرثوذكسية فهو غير معروف. لكن بحسب تقليدها أنه من القرن التاسع (عام 828م)- في عهد البابا البطريرك خريستوفر الأول (817-841م)- فصاعدًا، تبنت كنيسة الإسكندرية الأرثوذكسية شعار “الأسد المُجنح”، ومنذ ذلك الحين ظهرت الأسود المُجنحة على أعلامها ومبانيها.

ومن القرنين السادس عشر والسابع عشر أصبح ختم بطريركية الإسكندرية الأرثوذكسية هو الأسد المُجنح، ورسائلها تحمل صورة الأسد المُجنح.

اليوم شعار بطريركية الإسكندرية وسائر أفريقيا يتألف من الأسد المُجنح الذي يحمل الإنجيل بيديه اليمنى واليسرى، فيضع يده اليمنى أعلى الإنجيل ويده اليسرى أسفل الإنجيل بشكل حاضن له. وهو محاط بإكليلين من الغار اللذين يعلوهما التاج (Miter) البطريركي.

تجدر الإشارة إلى أن الأسد يرمز أيضًا إلى قوة الكلام الإنجيلي، وأجنحته على السمو الروحي، والإنجيل إلى البشارة الحسنة الإلهية. وإكليل الغار يرمز إلى المجد والقداسة وكرامة التاج (Miter) البطريركي.

المتروبوليت نقولا مطران طنطا (إرموبوليس) وتوابعها

 

Διαδώστε: