22 Μαΐου, 2024

الإحتفال بأحد حاملات الطيب في البطريركية

Διαδώστε:

إحتفلت البطريركية الاورشليمية يوم الأحد الموافق 19 أيار 2024 (6 أيار شرقي) بأحد حاملات الطيب والقديس يوسف الرامي (من أريماثيا) الذي طلب من بيلاطس البنطي إنزال جسد السيد المسيح من على الصليب ولفه بكتّان ووضعه في قبر, وبتذكار النسوة حاملات الطيب اللواتي أتين الى القبر ليطوبن جسد الرب كما كانت العادة عند اليهود لكنهن وجدن الحجر مدحرجاً عن باب القبر ليصبحن شاهدات على قيامة الرب يسوع المسيح من بين الاموات (يوحنا الإصحاح 19).

1) في مدينة الرملة (أريماثيا)

في مدينة الرملة (أريماثيا) مسقط رأس القديس يوسف الرامي, وبعد إستقبال صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث والوفد البطريركي من قبل فرق الكشافة ومعلمي وطلاب مدرسة البطريركية وأبناء الرعية, ترأس غبطة البطريرك خدمة القداس الإلهي الإحتفالي في كنيسة القديس جوارجيوس, يشاركه سيادة رئيس أساقفة يافا كيريوس ذماسكينوس, سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني كيريوس أريسترخوس, سيادة رئيس أساقفة هيرابوليس كيريوس إيسيذوروس, سيادة متروبوليت إيلينوبوليس كيريوس يواكيم, آباء من أخوية القبر المقدس, وآباء الرعية الأورثوذكسية في الرملة والمنطقة, بإشراف الرئيس الروحي في الرملة قدس الأرشمندريت نيفون, وبمشاركة طلاب وطالبات مدرسة البطريركية وعدد كبير من أبناء الرعية الأوثوذكسية في الرملة والمنطقة, بحضور سفير اليونان في إسرائيل السيد كيرياكوس لوكاكيس والملحق العسكري في السفارة, ورئيس المجلس الملي في الرملة.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة أحد حاملات الطيب في مدينة الرملة

كلمة البطريرك تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

وَلَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ، جَاءَ رَجُلٌ غَنِيٌّ مِنَ الرَّامَةِ اسْمُهُ يُوسُفُ، وَكَانَ هُوَ أَيْضًا تِلْمِيذًا لِيَسُوعَ. فَهذَا تَقَدَّمَ إِلَى بِيلاَطُسَ وَطَلَبَ جَسَدَ يَسُوعَ. فَأَمَرَ بِيلاَطُسُ حِينَئِذٍ أَنْ يُعْطَى الْجَسَدُ. (متى 27 : 57-58 ). هذا ما يقوله الإنجيلي متى البشير.

أيها الإخوة المحبوبون في المسيح،

أيها المسيحيون الأتقياء،

إن نعمة إلهنا ومخلصنا المسيح القائم من بين الأموات قد قادت خطواتنا اليوم إلى مدينتكم الرملة المقدسة، والتي هي موطنُ تلميذ المسيح الخفيّ القديس يوسف لكي نعيّد لعيدهِ مع نيقوديموس التلميذ الذي جاء للمسيح ليلاً، وللنسوة القديسات حاملات الطيب.

إن هذا هو الأحد الثالث من الفصح والذي يُدعى أحد حاملات الطيب وذلك إكراماً وتقديراً لشجاعة وإيمان تلك النسوة المكرسات ذواتهن “للمسيح”، اللواتي كُنَّ قَدْ تَبِعْنَهُ مِنَ الْجَلِيلِ، .(لوقا 23: 49) كما يقول الإنجيلي لوقا، حتى القبر. وقد لبثن أميناتٍ ثابتات على تعليمهِ وقد أتين إلى القبر لكي يدهنّ بالطيبِ جسدَ يسوع، طارحاتٍ عنهنُ كل الخوف، لذلك فقد حُسِبنَ مستحقاتٍ أن يسمعنَّ هُنَّ أولاً بالبداية من الملاك اللامع الأخبار السارة ، فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَطْلُبَانِ يَسُوعَ الْمَصْلُوبَ.لَيْسَ هُوَ ههُنَا، لأَنَّهُ قَامَ كَمَا قَالَ! هَلُمَّا انْظُرَا الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ الرَّبُّ مُضْطَجِعًا فِيهِ. وَاذْهَبَا سَرِيعًا قُولاَ لِتَلاَمِيذِهِ: إِنَّهُ قَدْ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ. هَا هُوَ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ. (متى 28: 7). وبعد هذا سمعنَّ من المسيح القائم من بين الأموات الذي قابلهنَّ وَقَالَ لهنَّ: «سَلاَمٌ لَكُمَا». فَتَقَدَّمَتَا وَأَمْسَكَتَا بِقَدَمَيْهِ وَسَجَدَتَا لَهُ.(متى 28: 9).

ويفسرُ القديس كيرلس الإسكندري أنّ الجنس النسائيّ قد نالَ البراءة من العارِ والخزي وكذلك بَطُلَت اللعنة، وذلك لأنّ الذي قال للمرأة في القديم بالوجعِ تلدينَ أولاداً هو الذي خَلصّها الآن من النائبة والبلوى بأن قابلها في البستان وقال لها: سلام لك. وأما زيغافينوس فيقول إن النسوة الحاملات الطيب “مريم المجدلية ومريم الأخرى التي هي والدة الإله العذراء مريم” أنهن أمسكن

بقدمي يسوع من اشتياقهن ومحبتهن له، ولم يُعيقهنَّ يسوع، مؤكداً لهنَّ من خلال لمسهن إياهُ” أي يسوع” ليس خيالاً أو شبحاً.

وبكلام آخر إن النسوة حاملات الطيب قد برهنَّ على حسب المرنم، من جهةٍ أن طبيعتهنّ الضعيفة غلبت الشجاعة، ومن الجهة الأخرى أصبحن هنَّ أولاً الشاهدات الصادقات على قيامة المسيح كما يقول المرنم: إنَّ حامِلاتِ الطّيبِ، لَمّا ادَّلَجنَ سَحَرًا عَميقًا، وَشاهَدنَ القَبرَ فارِغًا، قُلنَ لِلرُّسُلِ إنَّ المُقتَدِرَ قَد ضَمحَلَ الفَسادَ، واختَطَفَ الذينَ في الجَحيمِ مِنَ العِقالاتِ. فَكَرَزنَ بِمُجاهَرَةٍ، أَنَّ المَسيحَ الإلَهَ، قَد قامَ، مانِحًا إيّانا الرَّحمَةَ العُظمى.

لقد ظهر معاونو ومساندو النسوة حاملات الطيب، تلميذيّ المسيح الخفيين يوسف ونيقوديموس الذين كانوا مكرسين ذواتهم له، وقد أظهروا شجاعة إذ :”أَخَذَا جَسَدَ يَسُوعَ، وَلَفَّاهُ بِأَكْفَانٍ مَعَ الأَطْيَابِ، كَمَا لِلْيَهُودِ عَادَةٌ أَنْ يُكَفِّنُوا. وَكَانَ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي صُلِبَ فِيهِ بُسْتَانٌ، وَفِي الْبُسْتَانِ قَبْرٌ جَدِيدٌ لَمْ يُوضَعْ فِيهِ أَحَدٌ قَطُّ.(يوحنا 19: 38-41) ويفسر هذه الأقوال الإنجيلية كل من القديسين يوحنا الذهبي الفم وثيوفيلكتس قائلين: لم يدفنوا يسوع كمتهمٍ أو كمحكومٍ عليه بل، كما يليق، بكلِ عظمةٍ وتمجيد. وأما القديس كيرلس الإسكندري فيوضح قائلاً: القبر الجديد يعني الطريق العجيب الذي لم يُطرق من قبل، والذي بواسطته نعود من الموت إلى الحياة، ويعني تجديد نفوسنا الذي أنشأه المسيح لأجلنا، والذي به نغلب الفساد، فيصبح موتنا جديدًا في موت المسيح الذي يتحول إلى نوع ما من النوم، الذي يشبه القوة والوظيفة الطبيعية. ولأننا سنحيا إلى الأبد، ونحن الآن أحياء في الله بحسب الكتاب. لذلك أيضا، فإن بولس المبارك، في مواضع متعددة يدعو أولئك الذين ماتوا في المسيح، راقدين.

وبحسب القديس غريغوريوس بالاماس فإن قيامة المسيح هي تجديدٌ للطبيعة البشرية، وإعادة إحيائها وجبلها وإصعادها إلى الحياة الخالدة، حياة آدم الأول، الذي ابتلعهُ الموت بسبب خطيئتهِ ونُفيَ إلى الأرض التي أُخِذَ وجُبـِلَ منها.

إن كلاً من النسوة الحاملات الطيب وتلميذي يسوع لم يدركوا حدث قيامة المسيح العظيم والفريد الذي لا يتكرر أي انتقال وإصعاد طبيعتنا البشرية من أعماق الجحيم إلى السمو الإلهي الكلي الضياء كما يقول القديس غريغوريوس بالاماس: إذ لم يكن لديهم المعرفةَ عن السبت المبارك، الذي نقل طبيعتنا البشرية من أعماق الجحيم إلى علو السماوات الإلهي النورانيّ.

فها قد اتضح لنا لماذا تكرم كنيسة المسيح بشكل خاص تذكار النسوة الحاملات الطيب وتلميذي المسيح الخفيين وذلك لأن كل من كان موجوداً من الشخصيات الذين ساعدوا في دفن يسوع المسيح الذي مات على الصليب إذ شهدوا في بساطتهم كما يقول الرسول يوحنا الإنجيلي عن :”

الَّذِي سَمِعْنَاهُ، الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا، الَّذِي شَاهَدْنَاهُ، وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا، مِنْ جِهَةِ كَلِمَةِ الْحَيَاةِ.(1 يوحنا 1: 1).

وأما نحن أيها الإخوة الأحبة الذين نعترف ونترجى قيامة الموتى فلنقتدي بالنسوة الحاملات الطيب وتلميذي المسيح الخفيين، ولنهتف قائلين: فلنبتكرن مدلجين دِلجةً عميقة، ولنقربن للسيد التسبيح النقي عوض الطيب الذكي ونعاين المسيح الذي هو شمسُ العدل مشرقاً الحياة للكل.

المسيح قام

2) في كنيسة حاملات الطيب بجانب كاتدرائية القديس يعقوب أخو الرب

ترأس سيادة رئيس أساقفة جرش كيريوس ثيوفانس خدمة القداس الإلهي يشاركه قدس الأرشمندريت فيلومينوس, قدس الأب جوارجيوس برامكي راعي الكنيسة والشماس المتوحد الأب سيميون.

شارك في الترتيل باللغة اليونانية طلاب المدرسة البطريركية, وباللغة العربية جوقة الكنيسة بقيادة السيد ريمون قمر.

بعد القداس الإلهي توجه سيادة المطران مع المصلين الى مركز إجتماعات الرعية, حيث تحدث رئيس وكلاء الكنيسة السيد أبراهيم سلفيتي عن نشاطات رعية كاتدرائية القديس يعقوب أخو الرب بشكل عام, والسيدة أرليت ممثلة جمعية حاملات الطيب التي تحدث بدورها عن نشاطات الجمعية.

مكتب السكرتارية العامة

ar.jerusalem-patriarchate.info

Διαδώστε: