05 Αυγούστου, 2024

البطريركية الأورشليمية تحتفل بعيد النبي ايليا (مار الياس)

Διαδώστε:

إحتفلت البطريركية الاورشليمية يوم الجمعة الموافق 2 آب 2024 (يعادله 20 تموز شرقي) بعيد النبي ايليا التسبيتي.

في هذا اليوم تقيم الكنيسة حسب ما ذكر في العهد القديم في سفر الملوك وكذلك في العهد الجديد في رسالة القديس يعقوب, تذكار القديس المجيد ايليا النبي الذي يرجع إصله من تسبيت, رجل الله الذي كان مملوءاً غيرة على إيمانه بإله إسرائيل على أنه هو الإله الحي الحقيقي لذلك دُعي بالغيور. كان لهذا النبي العظيم إيمان عميق وتقوى قوية لدرجة أن الرب سمع صلاته وحبس الأمطار لمدة ثلاث سنوات وبصلاته أيضاً فُتحت أبواب السماء وهطلت الأمطار ثانية. سمع الله صلاته وتحدا ايليا انباء البعل وانزل ناراً من السماء واكلت ذبيحة التقدمة التي قدمها على جبل الكرمل.

بالنسبة للكنيسة إيليا هو ” الملاك بالجسم، قاعدة الأنبياء وركنهم، السابق الثاني لحضور المسيح، إيلياس المجيد الموقر، لقد أرسلت النعمة، من العلى لأليشع، ليطرد الأسقام، ويطهر البرص، لذا يفيض الأشفية لمكرميه دائما” (طروبارية العيد).

كانت نهاية النبي إيليا أنّه عبر وتلميذه أليشع الأردن. وفيما هما يسيران ويتكلّمان إذا مركبة من نار وخيل من نار فصلت بينهما فصعد إيليا في العاصفة إلى السماء

اقيمت عشية العيد في دير النبي ايليا الواقع على الطريق ما بين القدس وبيت لحم خدمة صلاة الغروب ترأسها سيادة رئيس أساقفة سبسطية كيريوس ثيوذوسيوس يشاركه آباء من أخوية القبر المقدس, وصباح يوم العيد أقيمت خدمة القداس الالهي في الدير ترأسها صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث يشاركه سيادة متروبوليت كابيتولياذا كيريوس إيسيخيوس, سيادة رئيس أساقفة جبل طابور كيريوس ميثوذيوس, سيادة رئيس أساقفة سبسطية كيريوس ثيوذوسيوس, سيادة رئيس أساقفة بيلا كيريوس فيلومينوس, آباء من أخوية القبر المقدس, وآباء من بيت لحم والمنطقة وآباء كاتدرائية القديس يعقوب أخو الرب. رتل خورس كاتيدرائية القديس يعقوب أخو الرب الترانيم الكنسية بقيادة السيد ريمون قمر باللغة العربية والشماس المتوحد الأب سيميون مع رهبان دير مار سابا باللغة اليونانية. وحضر القداس الرئيس الروحي لدير القديس سابا قدس الأرشمندريت إفذوكيوس والقنصل اليوناني العام السيد ذيميتريوس أنجيلوسوبولوس وعدد من المصلين من القدس وبيت لحم.

بعد القداس أعد مشرف الدير الراهب أخيليوس مائدة غذاء إحتفالاً بعيد شفيع الدير.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد القديس النبي إيليا التسبيتي

تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

يقول القديس يعقوب أخو الرب:”كَانَ إِيلِيَّا إِنْسَانًا تَحْتَ الآلاَمِ مِثْلَنَا، وَصَلَّى صَلاَةً أَنْ لاَ تُمْطِرَ، فَلَمْ تُمْطِرْ عَلَى الأَرْضِ ثَلاَثَ سِنِينَ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ ثُمَّ صَلَّى أَيْضًا، فَأَعْطَتِ السَّمَاءُ مَطَرًا، وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ ثَمَرَهَا. (يعقوب 5: 16-17)

أيها الإخوة المحبوبون في المسيح

أيها المسيحيون الأتقياء

إن نعمة القديس النبي إيليا التسبي قد جمعتنا اليوم ههنا في هذا المكان والموضع المقدس لكي نعيّد بشكرٍ لتذكار صعوده إلى السماوات على مركبة نارية.

وبحسب كاتب سيرته إن المجيد إيليا تنبأ قرابة خمسة وعشرون عاماً، وقد سبق مجيء المسيح بثمان مائة وستة عشر عاماً، فإن إيليا أنزل من السماء ناراً ثلاث مراتٍ ومنع المطر عن الأرض بكلام فمه، وأنهض الأموات. وأحرق خمسين خمسين جندياً، وعاين الله على جبل حوريب بقدر ما يستطيع إنسانٌ أن يعاين الله، وشق الأردن بردائه وصعد إلى السماء بمركبةٍ نارية وكان واقفاً مع موسى عند تجلي المسيح على جبل ثابور.

وأيضاً بحسب شهادة الإنجيليين إن الأنبياء والرسل، أرسلهم الله كي يخدموا مخطط تدبيره الإلهي الذي هو سر الخلاص العظيم للإنسان وقد صار خادماً لمخطط الله النبي إيليا الذي تميز بغيرته الإلهية المتقدة وبره وعدله.

لهذا فإن القديس يعقوب أخو الرب يذكر قوة الصلاة التي تقوم على الإيمان ويرافقها الايمان، مقدماً كمثال على ذلك النبي إيليا الذي هو إنسانٌ تحت الآلام مثلنا إذ يقول: اِعْتَرِفُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ بِالزَّلاَتِ، وَصَلُّوا بَعْضُكُمْ لأَجْلِ بَعْضٍ، لِكَيْ تُشْفَوْا. طَلِبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرًا فِي فِعْلِهَا. (يعقوب 5: 16-17). وقد صار هذا ظاهراً وجليّاً في رجل الله البار إيليا التسبي الذي أصغى إلى صوت الرب عندما قال له: «اخْرُجْ وَقِفْ عَلَى الْجَبَلِ أَمَامَ الرَّبِّ». وَإِذَا بِالرَّبِّ عَابِرٌ وَرِيحٌ عَظِيمَةٌ وَشَدِيدَةٌ قَدْ شَقَّتِ الْجِبَالَ وَكَسَّرَتِ الصُّخُورَ أَمَامَ الرَّبِّ، وَلَمْ يَكُنِ الرَّبُّ فِي الرِّيحِ. وَبَعْدَ الرِّيحِ زَلْزَلَةٌ، وَلَمْ يَكُنِ الرَّبُّ فِي الزَّلْزَلَةِ. وَبَعْدَ الزَّلْزَلَةِ نَارٌ، وَلَمْ يَكُنِ الرَّبُّ فِي النَّارِ. وَبَعْدَ النَّارِ صَوْتٌ نسيمٍ لطيف وهناك كان الرب. فَلَمَّا سَمِعَ إِيلِيَّا لَفَّ وَجْهَهُ بِرِدَائِهِ وَخَرَجَ وَوَقَفَ فِي بَابِ الْمُغَارَةِ، (3ملوك 19: 11-13).

نرى ههنا أيها الإخوة الأحبة، طريق ظهور الله وأيضاً إلى طريق استجابته لرجله البار والأمين من جهةٍ ومن جهةٍ أخرى إلى طريقة تعامل البار أي النبي إيليا مع الله الذي من خوفه واحترامه لهُ غطى ولفّ وجههُ بردائهِ، وأما صوت النسيم اللطيف فإنه يشكل رمز وعلامة محبة الله اللامتناهية، والذي لا يريد للشر أن ينتصر ولا يشاء موت الخاطئ بل أن يتوب. لإن الرب يقول: “لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ (لوقا 5: 32). ويفسر قول الرب هذا القديس يوحنا الذهبي الفم بأن المسيح يعني في قوله هنا:” لم آت لكي يستمروا خطأةً بل كي يتبدلوا ويُصلحوا.

وربما يتساءل أحدٌ ما قائلاً: من هو الإنسان بالبار؟ فإن صاحب المزمور يجيب على هذا التساؤل قائلاً: هو السالكُ بلا عيبٍ والعاملُ الصدقَ. المتكلمُ الحقَ في قلبهِ. الذي لم يغشُ بلسانهِ ولم يصنعُ بقريبه شراً ولم يقبل العار على أقاربهِ (مزمور 14: 2-3) وبكلامٍ آخر إن البار هو الفاعل والعامل بكل وصايا الله. وكما يقول القديس باسيليوس الكبير أنه لا يجب عليك أن تفعل فقط أعمال البر والعدل بل عليك أن تقوم بها برغبةٍ ومحبة للعدل والبر كما يقول سفر التثنية الْعَدْلَ الْعَدْلَ تَتَّبعُ (تثنية 16: 20) وأما القديس كيرلس الإسكندري فيقول: هكذا يجب أن يسير ويسلك الانسان في الحياة حتى لا يُستَهزئ بهِ ويعيّروه الآخرون ولا أن يستهزئ هو بالآخرين ويعيرهم.

ومن الجدير بالذكر أن النبي إيليا لم يكن غيوراً فقط بل لقد كان إيليا إنساناً. وكإنسان كان يخضع حتماً لقوانين انحلال وفساد الطبيعة البشرية وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم إن عناية الله المُحبة تحولُ دون أن يُذَّلَ مختاره، حتى لا تذله وتهينه الكبرياء والترفع قاتلة البشرية كما قال الرسول بولس وَلِئَلاَّ أَرْتَفِعَ بِفَرْطِ الإِعْلاَنَاتِ، أُعْطِيتُ شَوْكَةً فِي الْجَسَدِ، مَلاَكَ الشَّيْطَانِ لِيَلْطِمَنِي، لِئَلاَّ أَرْتَفِعَ. (2كور 12: 7).

وبكلام آخر إن الدالة العظيمة التي لديه عند الله والمعاينة الإلهية والقوة العجائبية ومواهب الروح القدس الحُسنى للقديس المجيد إيليا ترجع بسبب رئيسي وأساسي إلى غيرته الإلهية المتقدة أي إلى صلاح واستقامة قلبه ونيته وإرادته كما يوصينا بذلك الرسول بولس قائلاً:” وَلكِنْ جِدُّوا لِلْمَوَاهِبِ الْحُسْنَى.(1كور 12: 31) ويعلم القديس غريغوريوس النيصص قائلاً: : إن المشيئة والإرادة لا يستطيع أحد أن يستعبدها أو يخضعها لأن لها قوةٌ وسلطان ذاتي وهذا السلطان يوجد في حرية عقولنا وتفكيرنا.

إن هذه الأقوال الملهمة من الله للحكيم بولس ولأب الكنيسة المتوشح بالله القديس غريغوريوس النيصص، يوضحون قوة الغيرة والإرادة الإلهية، والتي تمنح المقدرة لكل إنسان أن يطلب الإتحاد بالله في المسيح ومع المسيح وأن يكون مقتدياً ومتمثلاً بالنبي إيليا بحسب سيرته بالله كما يكرز الرسول بولس فَقَطْ عِيشُوا كَمَا يَحِقُّ لإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ. (فيلبي 1: 27). وكما يقول المرنم: لمّا كنتَ قدْ امتزجتَ بالله بواسطة الفضيلة والسيرة المُثلى يا إيليا النبي العجيب نلتَ من لدنهِ سلطاناً فأعدتَ نظام الخليقة على مُقتضى رأيكَ وأغلقتَ أبواب المطرِ بإرادتكَ واستنزلتَ ناراً من العلاء فأهلكتَ بها المُلحدين فتضّرع طالباً خلاص نفوسنا.

فنحن أيها الإخوة الأحبة الذين نكرم تذكاره المقدس نتوسل إليه لكي بشفاعاته ومع تضرعات الفائقة البركات المجيدة سيدتنا والدة الإله العذراء مريم يؤهلنا ليس فقط نكون مستحقين أن نحوز فضائل النبي المجيد إيليا بل أن نعاين الله. فرؤية ومعاينة الله تحفظها عادة اكتساب الفضائل كما يقول القديس كيرلس الإسكندري.

كل عامٍ وأنتم بألف خير

مكتب السكرتارية العامة

 


ar.jerusalem-patriarchate.info

 

Διαδώστε: