لمعايدته بعيد شفيعه – 2019
كلمة المدرسة ألقاها الأبوذياكون جورج عبدو
سيِّدُنا الحبيبُ المتروبوليت سلوان،
بدايةُ الكلامِ مُقتَبسٌ من كتاب “مدرسة الصلاة” للمتروبوليت أنطوني بلوم:
الراهبُ سلوان من رهبان جبل آثوس توفي سنة ١٩٣٨، قَدِمَ إلى الجبل وهو في العشرين من عمره. إشتهرَ ببساطته، وكان مُشرِفاً على مشاغل الدير. ذات يوم، سأله رهبانٌ آخرون من المشرفين على مشاغل أخرى: “أيها الأب سلوان، ما السرُّ في أنَّ عُمّالكَ يعملون باتقانٍ ملحوظ وأنت لا تراقبهم، حين نَجِدُ عمَّالَنا وهم دائماً تحت المراقبة، يسعون لخداعنا طيلة الوقت”؟
أجاب الأب سلوان: “لا أدري، كلُّ ما أستطيع قوله هو انني أشرح لهم كيف العمل، ولا أدخلُ أبداً إلى المشغل قبل أن أصلّي أولاً لأجل جميع هؤلاء، وعندما أدخل، أحبُّهم إلى حدِّ أنَّ دموعَ المحبةِ تغمر روحي. ثم أعود إلى قلايتي وأصلي لكل واحدٍ منهم بمفرده، وكلما ازدادت صلاتي كنتُ أشعرُ بالحضور الإلهي يغمرني أكثر فأكثر، ويقودني إلى تأمُّلٍ أكثرَ فأكثر عمقاً، وأجدُ نفسي مُنجذِبةً إلى أعماقٍ سحيقة أعثُرُ في قعرها مرّةً أخرى على محبة الله. ” (إنتهى الإقتباس).
كم يُشبهكم ذاك السلوان يا سيدنا، وكم نودُْ أن تكونَ أمناءَ كهؤلاء العُمال. إذ حللتَ كنسمةٍ من نسمات الروح على هذا الجبل، فأسكَتُّم بوداعتكم ضجيج الصراعات، وحرَّكتم بحماستكم واندفاعكم عجلات التلاقي والعمل في هذه الأبرشية.
فواصَلَت جوقتُنا، جوقة مدرسة الموسيقة الكنسية في جبل لبنان، العملَ الموسيقيّ الترنيميّ والتبشيريّ على إيقاعِ صلواتكم، بزخمٍ أكبر وتصميمٍ أكبر. فكان حضورُكم ورعياتكم الدائمة في الأمسيات والتمارين والتحضيرات وفي تفاصيل كلِّ عملٍ، المُحَفِّزَ الأكبر لجميع أعضاء الجوقة، فَحَمَّلنا مسؤوليةً كبرى لنكون على مستوى محبَّتكم ورؤيتكم في خدمة الكنيسة.
أما اليوم، بعيد شفيعكم القديس سلوان الآثوسي، فإننا باسم مؤسس وقائد جوقة جبل لبنان الإستاذ جوزيف يزبك وباسم أعضاء الجوقة وكلّ العاملين معنا، نعايدكم، سائلين الله أن يعطيكم الصحة والعافية والسنين العديدة، ويديمكم لنا أباً محباً، وراعياً صالحاً.
إلى سنين عديدة يا سيّد.