06 Νοεμβρίου, 2019

شفاعة القدّيسين – شرح ٧ – الصلاة من أجل الراقدين.

Διαδώστε:

الموضوع القادم: رفات القدّيسين.

٧- الصلاة من أجل الراقدين:
قال الرب لمرثا أخت لعازر:»أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا» (يو٢٥:١١).

تؤمن الكنيسة إذًا أن الصلاة والشفاعة لا تتوقّف بعد الرقاد لأنّنا نبقى أحياء بالرّبّ. وقد أكّد الرب ذلك بكلامه إلى الصدوقيين:

«أَنَا إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ؟ لَيْسَ اللهُ إِلهَ أَمْوَاتٍ بَلْ إِلهُ أَحْيَاءٍ» (مت ٣٢:٢٢)، و»لَيْسَ هُوَ إِلهَ أَمْوَاتٍ بَلْ إِلهُ أَحْيَاءٍ. فَأَنْتُمْ إِذًا تَضِلُّونَ كَثِيرًا» (مر ٢٧:١٢)، «وَلَيْسَ هُوَ إِلهَ أَمْوَاتٍ بَلْ إِلهُ أَحْيَاءٍ، لأَنَّ الْجَمِيعَ عِنْدَهُ أَحْيَاءٌ» (لو ٣٨:٢٠).

لنلاحظ هذه الآية مثلًا:
«لِيُعْطِ الرَّبُّ رَحْمَةً لِبَيْتِ أُنِيسِيفُورُسَ، لأَنَّهُ مِرَارًا كَثِيرَةً أَرَاحَنِي وَلَمْ يَخْجَلْ بِسِلْسِلَتِي» (٢ تيم ١٦:١). أنيسيفوروس كان قد رقد هنا.

وإنطلاقًا من هذا الإيمان، تصلّي الكنيسة من أجل الراقدين منذ بداية المسيحيّة، وهذا ما تشهد عليه صلوات وجداريات ونواميس من القرون الثلاثة الأولى.

وأبلغ عبارة عن هذا الإيمان القيامي :”فليكن ذكره مؤبدًا”.

هل لاحظتم؟
‬ لا‭ ‬يأتي‭ ‬دستور‭ ‬الإيمان‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الرابع‭ ‬ميلادي‭ ‬إلى‭ ‬ذكر‭ ‬لفظة‭ ‬موت‭ ‬للمسيح‭ ‬بل‭ ‬يقول‭ ‬عنه‭ ‬‮«‬صُلب‭ ‬عنّا‭ ‬على‭ ‬عهد‭ ‬بيلاطس‭ ‬البنطي،‭ ‬تألّم‭ ‬وقبر،‭ ‬وقام‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬الثالث‮»‬،‭ ‬وهذا‭ ‬مراده‭ ‬أن‭ ‬للمسيح‭ ‬طبيعتين‭ ‬كاملتين‭ ‬ومشيئتين‭ ‬كاملتين‭: ‬إلهيّة‭ ‬وبشريّة‭.‬
فهو‭ ‬مات‭ ‬من‭ ‬جهّة‭ ‬طبيعته‭ ‬البشريّة‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬جهّة‭ ‬طبيعته‭ ‬الإلهيّة‭.

فلأنّ‭ ‬أمواتنا‭ ‬يرقدون‭ ‬على‭ ‬رجاء‭ ‬القيامة‭ ‬الأبدي،‭ ‬وبالتالي‭ ‬لا‭ ‬يموتون،‭ ‬ولأنّ‭ ‬سيّد‭ ‬الحياة‭ ‬ومصدرها‭ ‬تجسّد،‭ ‬وأبطل‭ ‬الموت‭ ‬بموته، ولأنّنا‭ ‬به‭ ‬أناسٌ‭ ‬قياميون،‭ ‬نصلّي‭ ‬مع ‬راقدينا‭ ‬ولهم‭.‬

– ‬سبت‭ ‬الراقدين‭:‬
وتُقيم‭ ‬الكنيسة‭ ‬الأرثوذكسيّة‭ ‬تذكارًا‭ ‬للراقدين‭ ‬على‭ ‬رجاء‭ ‬القيامة‭ ‬المجيدة‭ ‬مرّتين‭ ‬في‭ ‬السنة‭.‬
‮١‬‭- ‬السبت‭ ‬الأوّل‭:‬ يقع‭ ‬قبل‭ ‬أحد‭ ‬مرفع‭ ‬اللحم‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬ليتورجيًا‭ ‬بأحد‭ ‬الدينونة‭.‬
‮٢‬‭- ‬السبت‭ ‬الثاني: ‬هو‭ ‬السبت‭ ‬الذي‭ ‬يسبق‭ ‬أحد‭ ‬العنصرة‭ ‬مباشرةً‭.‬

لا‭ ‬موت‭ ‬في‭ ‬المسيحيّةِ‭ ‬بل‭ ‬رقادٌ‭ ‬وانتقالٌ‭ ‬إلى‭ ‬حياةٍ‭ ‬أبديّة،‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬نَدعوهُ‭ ‬سبتَ‭ ‬الراقدين. الموتُ‭ ‬أُميتَ‭ ‬بموتِ‭ ‬المسيحِ‭ ‬على‭ ‬الصليب،‭ ‬وبنزولِ‭ ‬الرّبِّ‭ ‬إلى‭ ‬الجحيم‭ ‬غُلبَ‭ ‬الموتُ‭ ‬في‭ ‬عُقرِ‭ ‬دارِه‭. ‬

ملاحظة‭: ‬
١-‭ ‬كلّ‭ ‬سبت‭ ‬في‭ ‬الليتورجيا‭ ‬الأرثوذكسيّة‭ ‬هو‭ ‬مخصص‭ ‬للراقدين‭.‬
٢- بالمبدأ، يُذكر‭ ‬الراقدون‭ ‬في‭ ‬كلّ‭ ‬قدّاس‭ ‬إلهي‭.‬
‮٣‬‭- ‬لا‭ ‬موت‭ ‬في‭ ‬المسيحية‭ ‬لأن‭ ‬المائت‭ ‬الحقيقي‭ ‬هو‭ ‬الرافض‭ ‬لنعمة‭ ‬الرّب‭ ‬يسوع‭ ‬المسيح‭ ‬وحضوره‭ ‬في‭ ‬قلبه.

إذًا، الصلاةُ‭ ‬من‭ ‬أجلِ‭ ‬الراقدين‭ ‬من‭ ‬صُلبِ‭ ‬الإيمانِ‭ ‬المسيحيّ،‭ ‬وحياةُ‭ ‬الإنسانِ‭ ‬لا‭ ‬تنتهي‭ ‬مع‭ ‬تحلُلِ‭ ‬جسمِه‭ ‬التُّرابيِّ‭ ‬وانفصالِ‭ ‬روحه‭ ‬عن‭ ‬جسدِه،‭ ‬بل‭ ‬يستمرُّ‭ ‬الإنسانُ‭ ‬حيًّا‭ ‬بالروح‭ ‬بانتظارِ‭ ‬القيامةِ‭ ‬العامّة‭:‬

‮«‬لا‭ ‬تتعجّبوا‭ ‬من‭ ‬هذا،‭ ‬فإنّه‭ ‬تأتي‭ ‬ساعة‭ ‬فيها‭ ‬يسمَع‭ ‬جميعُ‭ ‬الذين‭ ‬في‭ ‬القبورِ‭ ‬صوتَه،‭ ‬فيخرجُ‭ ‬الذين‭ ‬فعَلوا‭ ‬الصالحاتِ‭ ‬إلى‭ ‬قيامةِ‭ ‬الحياة،‭ ‬والذين‭ ‬عمِلوا‭ ‬السيئاتِ‭ ‬الى‭ ‬قيامةِ‭ ‬الدينونة” (يوحنا٢٨:٥-٢٩)

Antioch Patriarchate/facebook

Διαδώστε: