08/04/2020 08/04/2020 كيف نعيش “الكنيسة في البيت”؟ تمرّ أيام صعبة على المسيحيين بسبب انتشار الوباء، مما يمنع المؤمن من المشاركة في الصلوات في الكنيسة، بالأخص في هذه الفترة الغنيّة بالصلوات اليومية. ونحن على عتبة الأسبوع العظيم، هل نكتفي بسماع الصلوات المنقولة بواسطة وسائل التواصل الاجتماعي كالفايسبوك؟ كيف نختبر فعلًا هذه الصلوات ونحن محرومون لأسباب صحية من المشاركة...
08 Απριλίου, 2020 - 13:47
Τελευταία ενημέρωση: 08/04/2020 - 13:51

كيف نعيش “الكنيسة في البيت”؟

Διαδώστε:
كيف نعيش “الكنيسة في البيت”؟

كيف نعيش “الكنيسة في البيت”؟
تمرّ أيام صعبة على المسيحيين بسبب انتشار الوباء، مما يمنع المؤمن من المشاركة في الصلوات في الكنيسة، بالأخص في هذه الفترة الغنيّة بالصلوات اليومية.

ونحن على عتبة الأسبوع العظيم، هل نكتفي بسماع الصلوات المنقولة بواسطة وسائل التواصل الاجتماعي كالفايسبوك؟ كيف نختبر فعلًا هذه الصلوات ونحن محرومون لأسباب صحية من المشاركة الفعلية؟

في أيام الشدة والاضطهاد والأمراض، وفي أيام الراحة والصحة والسلام، سُمع صوت القديس يوحنا الذهبي الفم ينادي المسيحيين قائلًا: “ليكن بيتك كنيسة!”. كيف يمكن أن يكون بيتنا كنيسة؟ وماذا قصد القديس يوحنا الذهبي الفم؟

لا يوجد وصفة عامة لجميع البيوت بخصوص هذا الموضوع. فكل بيت له ميزته، من مكان وسكّان… ولكن يوجد خطوط عريضة لعيش الكنيسة في البيت، إذا اتبعناها نختبر الحياة المسيحية في عمقها… فما هي؟

لا بد من الاشارة أولًا الى أن هدف الحياة المسيحية هو اقتناء الروح القدس، والعيش في المسيح. على سبيل المثال، هدف تربينا لأولادنا ليس محصورًا بأن يصبحوا أشخاصًا صالحين في المجتمع ومهذبين ومثقفين… هدفنا كأهل مسيحيين أن يكون أولادنا مشاريع قداسة، مملوئين من الروح القدس ومحبة الله والانسان. أيضا نذكر أن الكنيسة ليست مقتصرة على البناء الحجري، بل هي جسد المسيح، ونحن أعضاء هذا الجسد. هكذا تكون العائلة كنيسة صغيرة، جسد المسيح. فأين نبدأ إذًا بإقامة الكنيسة في البيت؟

أولًا، تتمحور حياة المسيحي حول الصلاة، وهذا ما يتعلمه في البيت. أتذكّر جدتي كيف كانت تصلي صلوات النهوض من النوم ومزامير السحَرية عن ظهر قلب، وكانت تقف أمام أيقونة جلبها جدي من حَجّه الى كنيسة القيامة كبركة للعائلة. إذًا يرتّب الموضوع أولًا بتخصيص زاوية من زوايا البيت تعلَّق عليها أيقونات الرب يسوع المسيح ووالدة الاله مريم وشفعاء أهل البيت، وشفيع الرعية. يتشارك الأب والأم والأولاد في ترتيب هذا المكان الخاص بالعائلة. إنه المذبح البيتي الذي نقف أمامه ونصلي كعائلة، كأسرة واحدة مجتمعة، بحضور الرب الفعلي! كيف هذا؟ فالرب يسوع يقول: “حيث اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي، أكون في وسطهم” (متى ١٨: ٢٠). يحضر الرب يسوع ويباركنا، ويبارك بيتنا وعائلتنا وشارعنا وبلدتنا وبلدنا… قوة نعمة الروح القدس، الذي ندعوه ليسكن فينا، تغمرنا في تلك اللحظات المباركة، عندما نجتمع ونصلّي معًا.

ثانيًا، ماذا نصلي؟ إذا أخذنا صلوات الاسبوع العظيم، نرى أن كتبًا إلكترونية وورقية متوفرة لدينا ويمكن أن نصلي منها. لا توجد وصفة واحدة للجميع، بل النوعية هي الأساس، ومشاركة الأولاد بالقراءة والسجدات، وقراءة الإنجيل، بقيادة الأب ومساندة الأم ومساعدة الأولاد. واضعين أمامنا شمعة مضاءة وبخورًا ذكي الرائحة، محبة بالرب وقدّيسيه. يمكن استشارة كاهن الرعية بشأن المقاطع التي يمكن للعائلة أن تقرأها، أو ترتلها سويًا…. ولكن الأهم أن يتذكر الأب والأم ألا يفرضوا بحكم الطاعة على أولادهم المشاركة في الصلاة، بل يكونوا قدوة أمامهم، فيقتدون بهم رويدًا رويدًا. وهذا يتطلب صبرًا وجهدًا ومحاولات إقناع بواسطة الحوار الهادئ، كالكثير من أمور التربيّة العامة. ويمكن لسِيَر القديسين المقروءة للأولاد أن تساعدهم على فهم أهمية الصلاة في حياتهم، ليصبحوا أنوارًا ساطعة للرب.

ثالثًا، متى نصلّي؟ لا بد في هذه الأيام أن يخصَّص وقت مكرّس للصلاة في حياة العائلة، وقت تختاره العائلة ويناسب يومياتها. لا شك في أن اختيار الوقت للصلاة أمر ليس بهيّن. تُشدّد خبرة الكنيسة على التعوّد على إيقاع في الصلاة، أي أن يلتزم الجميع بالوقت اليومي المحدد للصلاة، تمامًا كما يوجد وقت للاجتماع حول المائدة في وجبة الغداء، أو في مشاهدة البرنامج المفضل على شاشة التلفزة. إنه وقت نترك فيه كل اهتمام دنيوي، من سماع الموسيقى، أو مشاهدة التلفاز أو استعمال الخلوي، للتفرّغ الكامل للرب.

رابعًا، يتعلّم الانسان في البيت الصلاة المستمرة. كيف؟ عندما يواجه الأب معثرة في عمله، ينظر الى الرب ويشكره ويطلب معونته قائلًا: “يا رب يسوع المسيح ارحمني”. وعندما تتعب الأم من الأعمال المنزلية، ومن تدريس الأولاد، تنظر الى أيقونة السيدة وتستلهم حنانها ونعمتها، متنهدة هكذا: “يا والدة الاله الفائقة القداسة أعينيني”.

خامسًا، تترافق الصلاة بعيش وصايا الرب، وبمراجعة الذات. يعود الانسان الى نفسه، يختلي بنفسه، ولا يسمح للغضب أن يتملكه، إذا اختلف مع زوجته أو أولاده. وبمعونة الرب، ينشر الانسان سلامًا في البيت. يحذّر القديس بورفيريوس الرائي من المناكفات اليومية أو الأسبوعية للأب والأم أمام أولادهم. إن معالجة الاختلافات اليومية وعدم جعلها خلافات عميقة، بالاستعانة بالأب الروحي وبالرجوع الى الذات، وبالصلاة الشخصية هي من أهم الدروس الروحية للأولاد. يمتص الأولاد عيش الانجيل بواسطة تصرّف الأب والأم مع بعضهما بطريقة مسيحيّة. ومن وضعية المسامحة وروحية التواضع، تنتشر رائحة الفرح في كلّ زوايا البيت.

هكذا ننمو معًا بمحبة المسيح، ونبني في البيت كنيسة صغيرة تمجد الله!

الأب بسّام ناصيف

facebook.com/Antiochpatriarchate.org

H αναδημοσίευση του παραπάνω άρθρου ή μέρους του επιτρέπεται μόνο αν αναφέρεται ως πηγή το ORTHODOXIANEWSAGENCY.GR με ενεργό σύνδεσμο στην εν λόγω καταχώρηση.

google-news Ακολούθησε το ORTHODOXIANEWSAGENCY.gr στο Google News και μάθε πρώτος όλες τις ειδήσεις.

Διαδώστε:
Ροή Ειδήσεων