”لجّة تنادي لجّة“: رسالة راعي الأبرشيّة إلى رؤساء أديرتها ورهبانها وراهباتها للزمن الحاضر ولكلّ زمن
426/2020
برمانا، في 6 نيسان 2020
رؤساء أديار أبرشيّتنا الفاضلين والجزيلي البرّ،
ورهبانها وراهباتها المحبوبين بالربّ،
سلام بالربّ يسوع،
أشكر الله على ما أنعم به على كنيسته الأنطاكيّة، والتي لأبرشيّتنا الحصّة الكبرى فيها، وأعني وجودكم مع أخويّاتكم الرهبانيّة وشهادتكم التي تعكسها أديرة هذه الأبرشيّة.
أشكر الله أيضًا على حملكم أثقال جسد المسيح في صلواتكم الفرديّة والجماعيّة واحتضانكم للكنيسة في جهادكم. فتكريسكم لله يجعل قلوبكم مشدودة في اتّجاهَين متلازمَين، نحو الله ونحو القريب. ويصحّ بشأن حالة قلوبكم القول المأثور: “لجّة تنادي لجّة”. فغربة الإنسان عن الله تجعل المرء يعيش هذا القول المأثور في بعده الشخصيّ الخاصّ، وذلك بمناداتها الله وكأنّ لجّة تنادي الأخرى. لكنّها تعيش الحالة عينها بفعل غربة القريب عن الله، فيصير ينادي لجّة أخيه الإنسان لكيما يعود إلى الله. إنّها خبرة يعيشها القلب في اتّجاهَين وكأنّه سائر على حبل، حبل يجمع قلب المصلّي إلى لجّة الله، من جهة، وإلى لجّة أخيه، من جهة أخرى. والقوّة المحرّكة التي تجعله يمشي على حبل كهذا ليست سوى المحبّة الروحيّة، تلك المحبّة التي يولّدها فيه الإيمان بالله.
هذا الحبل المشدود بين لجّة القلب المصلّي (أو الساعي إلى الصلاة) ولجّة رحمة الله، من جهة، وبين لجّة القلب المصلّي ولجّة قلب القريب المتغرّب عن الله، من جهة أخرى، تحوّل هذا الحبل فيصير وترًا صوتيًّا، الذي، في حنجرة القدّيس سلوان الآثوسي، صدح بهذه الصلاة القلبيّة الشاملة والعابرة لحالات الإنسان كلّها: “أتوسّل إليك، أيّها الإله الرحوم، أن تعرفك جميع شعوب الأرض بنعمة روحك القدوس”.
بالفعل، هذه الصلاة طبعت حياته واختمرت بها نفسه، فباتت أيقونة ثابتة تخبر عن جهاده الروحيّ الطويل. أشكر الله معكم أنّها خبرة انكشفت لنا عبر قلبه العذب والمملوء حبًّا لله وللإنسان، خبرة أحوج ما يكون لها اليوم إنساننا المعاصر، خبرة تحملون براعمها وأدعو أن تكون ثمارها فيكم ثابتة.
في عجالة ما يشهده عالمنا اليوم أحببتُ أن أخصّكم برسالة. لقد أعتدتُ، منذ كنتُ أخدم في الأرجنتين، أن أخصّ الأديار برسالة خاصّة بهم، بالإضافة إلى رؤساء الكهنة والإكليروس والمؤمنين، في مناسبة الأعياد الكبرى. أتذكّر بفرح استفقادي لأغلب أديرة الأبرشيّة خلال نهاية الأسبوع الثاني من الصوم الكبير، وذلك قبل أن ندخل فترة الحجر الصحيّ الإلزامي الذي دعت إليه السلطات الرسميّة. لقد تعزّيتُ بكم إذ تشاركنا الصلاة والكلمة الإلهيّة والرجاء الصالح.
أعوّل اليوم على بركة جهادكم من أجل كنيستنا ومن أجل العالم أجمع. وهذا أقوله من قلب محبّ يقدّر تقدمتكم الروحيّة وتضحيتكم، والتي واكبها وباركها سلفي، صاحب السيادة المتروبوليت جاورجيوس. أرجو أن تدوم بركة صلاتكم وأشكال الكلام والصمت الذي تصدح به أوتار قلوبكم وهي تنادي لجّة الله ولجّة الإنسان.
هل أوصيكم بشيء؟ ساعدوني “حتّى أكمل السعي” (2 تيموثاوس 4: 7) ونكمله سويّة.
الداعي لكم،
+سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)
Christian Orthodox Archdiocese of Mount Lebanon/facebook
H αναδημοσίευση του παραπάνω άρθρου ή μέρους του επιτρέπεται μόνο αν αναφέρεται ως πηγή το ORTHODOXIANEWSAGENCY.GR με ενεργό σύνδεσμο στην εν λόγω καταχώρηση.
Ακολούθησε το ORTHODOXIANEWSAGENCY.gr στο Google News και μάθε πρώτος όλες τις ειδήσεις.