19 Μαρτίου, 2021

لمحة تاريخية عن الصوم الأربعيني وأسبوع الآلام في كنائس أورشليم

Διαδώστε:

أدلى الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران الغربية وطنطا للروم الأرثوذكس، والمتحدث الرسمي للكنيسة في مصر، بتصريح صحفي، حول “لمحة تاريخية عن الصوم الأربعيني المقدس والأسبوع العظيم في الكنيسة الأورشليمية”.

وأوضح أن معلوماته اقتبسها من كتاب “رحلة إلى أراضي المقدسة”، وهو كُتب في القرن الرابع ميلادي على يد زائرة للأراضي المقدسة تُدعى سيلفيا، ويُقدر أنها زارت الأراضي المقدسة “سيناء، مصر، فلسطين وبلاد ما بين النهرين” من سنة ٣٨١م حتى سنة ٣٨٤م.

وقال: “عيد الفصح المجيد هو العيد الكبير في الكنيسة ألاورثوذكسية، ويسبق هذا العيد الصوم الأربعيني مُدة ثمانية أسابيع، ومجموع الأربعين يومًا يكون خمسة أيام في الأسبوع ما عدا يومي السبت والأحد من كل أسبوع ويوم السبت العظيم. في أورشليم كان الصوم يُمارس بعدة طرق. فهناك فئة من الرهبان والمؤمنين كانوا يأكلون مرة واحدة في اليوم، وفئة أخرى كل يومين أو ثلاثة، وفئة ثالثة أكثر تشددًا فقط في يومي السبت والأحد بعد سر المناولة، كان يُطلق عليهم “الاسبوعيون”.

وأضاف: “سبت لعازر، تقام خدمة القداس الإلهي صباحًا. وبعد خدمة القداس الإلهي في كنيسة القيامة يُعلن رئيس الشمامسة للشعب انه خلال الأسبوع العظيم ستقام التجمعات في كنيسة الإستشهاد في جبل الزيتون الساعة السابعة كنسيًا (الساعة الواحدة ظهرًا). ثم يدعو الشعب ليستعد نحو الساعة السابعة للذهاب الى بيت عنيا. هناك كان يجتمع الرهبان لاستقبال موكب الأسقف عند الكنيسة الأولى في بيت عنيا في المكان التي استقبلت فيه أخت ليعازر السيد المسيح، وهناك يرتلون مزمور وأنديفون ويقرأُ بعدها الإصحاح من الإنجيل الذي يتكلم عن هذا الحدث، وبعدها تتجه الجموع الغفيرة نحو قبر ليعازر. بعد خدمة الصلاة المحددة لهذا اليوم يقف أحد الكهنة على مكان مرتفع ويقرأ من الإنجيل حدث إعداد السيد المسيح الفصح مع تلاميذه، وبعد ذلك يتجه الموكب لأسقفي مع الشعب الى كنيسة القيامة للقيام بصلاة الغروب.

وتابع:”أحد الشعانين، وبعد خدمة القداس الإلهي في كنيسة القيامة يُعلن رئيس الشمامسة للشعب انه خلال الأسبوع العظيم ستقام التجمعات في كنيسة الإستشهاد في جبل الزيتون الساعة السابعة كنسيًا (الساعة الواحدة ظهرًا). عند هذه الساعة يذهب الاسقف الى جبل الزيتون وتُرتل الترانيم المحددة لهذه الخدمة ويٌقرأ الإنجيل المقدس، وبعد الخدمة حوالي الساعة الحادية عشر كنسيًا (الساعة الخامسة بعد الظهر) يتم قراءة حدث دخول السيد المسيح الى المدينة المقدسة من الإنجيل. ثم يسير الموكب الأسقفي مع جموع المصلين الغفيرة من أطفال وأمهات، شبان وشيوخ من جبل الزيتون الى المدينة المقدسة حاملين سعف النخيل محيطين بالأسقف الذي كان يجلس على حمار مُحاطٍ بالكهنة. في هذه المسيرة كانت الهتافات تعلو من أفواة الأطفال “هوشعنا في الأعالي مبارك الأتي بإسم الرب” (متى21:9).

واستكمل: “يوم الإثنين العظيم، كان هنالك برنامج للصلوات في كنيسة القيامة حتى صياح الديك الأول، صلاة الساعة الثالثة والسادسة، وفي خدمة صلاة الساعة التاسعة كان الجميع يتجمعون في موضع الجلجلة حيث كانوا يصلون ويقرأون الصلوات حتى الساعة الأولى من الليل وتليها صلاة الغروب. وبتسابيح وبترانيم المزامير يتجه الأسقف مع المؤمنين من الجلجلة الى موضع القيامة. هناك يقوم الأسقف بالصلاة ومباركة المؤمنين والسماح لهم بالذهاب.

واستطرد: “يوم الثلاثاء العظيم، بعد خدمة صلاة السهرانية كان يذهب الأسقف الى جبل الزيتون بمرافقة المؤمنين وهناك في المغارة التي كان الرب يستعملها ليعلم تلاميذه يقرأ الأسقف إصحاحات إنجيل متى البشير ” إسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة” (متى إصحاح 26)، وبعد قراءة الإنجيل يصلي الأسقف بعض الصلوات ثم يبارك المؤمنين ليرجعوا متأخرًا إلى أورشليم.

وأردف: “يوم الأربعاء العظيم، بعد صلاة الغروب في موضع الجلجلة يتجه الأسقف مع الكهنة والمؤمنين الى موضع القيامة وداخل المغارة المقدسة يقرأ الأسقف إصحاحات الإنجيل التي تتحدث عن خيانة يهوذا، هذه الإصحاحات كانت تجعل المؤمنين يذرفون الدموع تأثرًا”.

وأضاف: “يوم الخميس العظيم، عدا عن الصلوات المألوفة يجتمع المؤمنون حوالي الساعة الثامنة في موضع الجلجلة وتُقام خدمة القداس الإلهي وفي تمام الساعة الواحدة بعد منتصف الليل يُعلن رئيس الشمامسة للشعب الذهاب الى جبل الزيتون، هناك وبعد قراءات الإنجيل والصلوات المحددة في منتصف الليل كانت الجموع مع الكهنة يصعدون الى قمة الجبل عبر المائدة المقدسة ويستمرون في الصلاة والتسبيح. مع صياح الديك الأول تنزل الجموع من قمة الجبل لزيارة باقي المقدسات في جبل الزيتون وتُقرأ إصحاحات الإنجيل من بشارة يوحنا الإنجيلي التي تتحدث عن صلاة يسوع في الجسثمانية، ويتجهون بعدها الى المكان الذي فيه قبض الجُند مع اليهود على الرب يسوع ويُقرأ الإنجيل الذي يتحدث عن حدث القبض على يسوع، بينما تتعالى أصوات البكاء والرثاء من قِبل الشعب. كل الموكب يتجه الى كنيسة الصليب حيث تُقام هناك صلاة السهرانية طوال الليل مع النساء والاطفال والكبار. عند الفجر يقرأ الإنجيل الذي يتحدث عن المحاكمة الأولى للسيد المسيح من بيلاطس البنطي بينما يلقي الأسقف عظة روحية عن آلام المخلص.

وتابع: “يوم جمعة الآلام العظيمة، يذهب الناس الى صهيون (أي أورشليم) باكرًا في الصباح ويزورون الموضع حيث رُبط وجُلد الرب يسوع المسيح على عامودٍ، وفي هذا اليوم يوضع الكرسي الأسقفي في موضع الجلجلة قبل الطاولة التي توضع عليها العلبة الفضية الموجود بداخلها خشبة الصليب المُكرّم. يحمل الأسقف الصليب مُحاطًا بالشمامسة والشعب يأتي لإكرام الصليب المكرم مع قطع مقدسة أخرى من الفترة اليهودية القديمة التي كان قد استردها قسطنطين الكبير من روما. وترافق الترانيم والتسابيح هذا الطقس الاحتفالي ويتجه الموكب الى كنيسة الصليب حيث تٌقرأ كل إصحاحات الكتاب المقدس التي تتحدث عن آلام المخلص الرب يسوع المسيح من الظهر حتى الساعة الثالثة، في هذه الساعة يُقرأ الإنجيل الذي يتحدث عن لحظات آلام السيد المسيح على الصليب من بشارة يوحنا الإنجيلي، وبعدها في الجلجلة تُقام الصلوات والتسابيح الى الرب. بعد الجلجلة يتجه الجميع نحو موضع القيامة وهناك تُقرأ من الانجيل الإصحاحات التي تتحدث عن طلب جسد السيد المسيح من على الصليب من بيلاطس ليوضع في قبرٍ. وليلًا تُقام صلاة السهرانية طوال الليل حتى صباح يوم السبت العظيم من قِبل الرهبان وسائر الكهنة.

وأكمل: “يوم السبت العظيم، تُقام خدمة صلوات الساعة الثالثة والسادسة كما في باقي أيام أسبوع الآلام، في الساعة التاسعة يرتدي المسيحيون اللباس الأبيض ويرافقون الأسقف الى كنيسة القيامة ليُصلو صلاة خاصةً، بعدها يتجهون الى الجلجلة من هناك يذهبون إلى القبر المقدس لقراءة الجزء من الإنجيل عن قيامة المخلص. هذه الصلاة تُعرف باسم “صلاة الهجمة”. ثم يعبر الموكب الأسقفي وبكل وقار وتأنٍ من الجلجلة إلى داخل المدينة المقدسة مُتهجًا الى كنيسة القيامة المقدسة حيث هناك تقام خدمة صلاة الغروب.

وأردف: “يوم أحد الفصح المجيد، صباحًا يقام القداس الإلهي في كنيسة القيامة. وتصف سيلفيا فرح وابتهاج المؤمنين بالاحتفال بـ”عيد الأعياد” الذين شاركوا في جميع الصلوات في أسبوع الآلام وزاروا كل المقدسات القيامة، الصليب، جبل الزيتون، بيت لحم وبيت عنيا.

واختتم: “هذا الواقع الحي من حياة السيد المسيح كان يُمثل بطقوسٍ تقليدية وبترتيب كنسي في الأراضي المقدسة، وكان البطريرك الأورشليمي القديس كيرلس يقول: “أنه إذا أردنا أن نحصل على دليل عن حياة السيد المسيح فلننظر حولنا إلى الأراضي المقدسة فنرى شهادة حية على وجود الرب. إن خشبة الصليب المقدس هي الشاهدة”. وسوف أقول لهم: “النخيل في الوادي يشهد على تمجيد وتمجيد الأطفال له، الجثمانية شاهدة على خيانة يهوذا، الجلجلة المرتفعة هي شاهدة، قبر القداسة هو شاهد، كذلك الحجر الذي ما زال هنا هو أيضًا شاهد”.

 

dostor.org

Διαδώστε: