الترجمة العربية لهذا النص الإنجيلي في متّى (٨: ٢٨) تشير إلى مجنونين ”إستقْبَلَهُ مجنونانِ“، ويقول النص إنّهما صاحا قائلين: ”ما لنا ولك يا يسوعُ ابنَ الله؟ أجئتَ إلى ههنا قبل الزمانِ لِتُعذِّبَنا“، ليؤكّد أن في داخل المجنونين شياطين وخشوا عذاب الرّبّ.
أوّلًا، لو كانا مريضين وحسب لما نطقا بما نطقا به، لأن الربّ لا يعذّب المرضى والسقماء بل يشفيهم.
ثانيًّا، وحدها الشياطين تقول ”أجئتَ إلى ههنا قبل الزمانِ لِتُعذِّبَنا؟“ لأن المرضى يرمون بأنفسهم أمام الرّبّ يسوع المسيح طالبين الشفاء.
ثالثًا، الكلمة اليونانيّة الأصليّة هي δαιμονιζόμενοι من الفعل δαιμονιζόμαι أي الذي يلبسه شيطان ويمتلكه، فيُصبح تحت سلطان روح نجس يعذّبه.
من هنا الشياطين تلفّظت باللغة التي لا تعرف غيرها أي”العذاب“، بينما لغة الرّبّ هي الشفاء.
الشيطان يسكن في القبور، في الظلمة، في الموت، بينما الرّبّ يسوع المسيح أقامنا من القبر وهو نور.
الموت الحقيقي عندما لا يسكن المسيح فينا لأن يسوع هو الحياة.
وقد أتت الكلمة نفسها باليونانيّة في الإصحاح الرابع: ”فأحضروا إليه (إلى يسوع) جميع السقماء المصابين بأمراض وأوجاع مختلفة والمجانين والمصروعين والمفلوجين فشفاهم“ (٢٤:٤).
وهذا ما نصلّيه دائمًا في الصلّاة التي علّمنا إياها الرّبّ فنقول:
”… ونجّنا من الشرّير أي الشيطان τοῦ πονηροῦ /The evil one /Le malin“.